آخر ما يمكن أن يخطر على البال.. أن تتحول المستشفيات إلى حلبات للمصارعة.. يزأر فيها المريض أو أحد ذويه في وجه الطبيب أو الطاقم المساعد، أو يتحول فيها الطبيب إلى نمر مفترس لا يأبه بمريض، ويسوم مراجعيه سوء العذاب والتجاهل! مثل هذه الأجواء المسمومة حين تسود، تكون النتيجة فقدان المرضى لحقهم في الخدمة الطبية التي يستحقونها، وفشل الطبيب في اتخاذ القرارات العلاجية الصحيحة لصالح المرضى المراجعين. وحسنا فعلت وزارة الصحة بوقوفها الكامل مع الأطباء والفريق الصحي ورفضها الاعتداء عليهم لأي سبب كان، بل وتبنيها الملاحقة القانونية للمحافظة على حقوق منسوبيها وحقوق المنشآت الصحية من كل ما يسيء للعمل فيها، ورغم أن مثل تلك الحوادث التي ذكرناها نادرة الوقوع، لكنها تكون خطيرة النتائج ما يستدعي الحسم وسرعة القضاء عليها. ومن المعروف أن تلك السلبيات لا تحدث إلا من مريض أو مرافقين من ذوي الخلق السيئ، أو من طبيب متساهل متعال لا يؤدي واجبه على أكمل وجه، لذا فمن الأهمية التوعية بالحقوق والواجبات التي تحكم العلاقة بين المريض والطبيب، فمن واجبات الطبيب المعروفة تقديم خدمات الرعاية الصحية على أكمل وجه دون تفرقة بين المرضى سواء كان وزيرا او خفيرا، فيستمع للشكوى بصدر رحب ويحسن معاملة مرضاه ويحترم إنسانيتهم ويحافظ على أسرارهم وبياناتهم، اما المريض فيجب عليه احترام العاملين الصحيين وعدم التعدي عليهم بأي شكل كان لفظيا أو جسديا وان يعي بأن انشغال الطبيب قد يكون بسبب حالات حرجة تتهدد الحياة وتتطلب التدخل العاجل. ولإيضاح الحقوق والواجبات يتطلب من وزارة الصحة تفعيل اللوائح الخاصة بحقوق المرضى من خلال دعم إدارات حقوق المرضى وإيجاد نظام مناوبات في اقسام الطوارئ على مدار الساعة وتعزيز جوانب التوعية بطبيعة عمل الأطباء، مع العمل على حفظ حقوق الطرفين بالوقوف على مسافة واحدة من الحياد والاستمرار في الخطوات القانونية ضد من يعتدي على منسوبيها، وأيضا فرض عقوبات على الأطباء والطواقم الطبية المتقاعسين عن تأدية واجبهم الإنساني مهما علا شأنهم العلمي أو الوظيفي أو الاجتماعي.