استقبل النادي الأدبي الثقافي بجدة أمس الأول الوفد الثقافي الروسي -ضيوف وزارة الثقافة والإعلام للحج هذا العام- اطلع خلالها الوفد على الأنشطة والبرامج التي يقيمها النادي والدوريات والإصدارات في شتى فروع المعرفة، وذلك بحضور نائب رئيس النادي د. سعيد بن مسفر المالكي. وبعد ذلك دار نقاش أدبي في الجلسة المشتركة مع الوفد في قاعة المكتبة، حيث رحب نائب رئيس النادي الدكتور المالكي بالوفد الروسي، وقال: إن الزيارة تأتي امتداداً للحوار والتبادل الثقافي بين مختلف الحضارات، واستعراض لبعض نماذج الإنتاج الأدبي الثقافي في كل من السعودية وروسيا، وبحث سبل تعزيز نشاط ترجمة النتاج الأدبي والموروث الثقافي بين البلدين. واقتراح د.المالكي بتخصيص عدد من مجلة (نوافذ) للأدب الروسي. وقال د. عبدالرحمن السلمي :الشعب الروسي يعد من الشعوب الثقافية العريقة، وهذا اللقاء يعد امتداداً للتعاون الثقافي والاجتماعي وتبادل الخبرات، ونأمل أن تثمر هذه الزيارة في عمل ثقافي وأدبي مشترك. وقال الدكتور عادل باناعمة عضو مجلس إدارة أدبي جدة: نرجو أن يكون هذا اللقاء امتداداً لحلقات التواصل بين الأدبين: العربي والروسيّ، وهو تواصل قديم وثيقٌ، بدأ مع أول ترجمةٍ للقرآن الكريم إلى الروسية سنة 1716م، وكان من صوره ترجمة ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة إلى اللغة الروسية. وقد كان عددٌ من كبار شعراء الروس متأثرين بالعربية وثقافتها، كأمير الشعراء الروس: بوشكين، فقد قرأ ترجمة القرآن، واطلع على السيرة النبوية، ونظم قصيدته (الرسول). وفي المقابل تأثر الأدباء العرب -ولاسيما في العصر الحديث- تأثراً كبيراً بالأدب الروسيّ، ولا أظن مثقفاً ولا متأدباً في وقتنا هذا إلا وقد أخذ حظاً من (تولستوي)، وديستوفسكي، و(ليرمونتوف). ومن الطريف الإشارة إلى أن رواية (ثمن التضحية) لحامد دمنهوري التي تُعد أول رواية سعودية قد تُرجمت إلى اللغة الروسية. وأكد د. عبدالإله جدع أن هذه الزيارة تأتي تأكيداً لهدف من أهداف الحج وهو التبادل الثقافي والمعرفي بين الشعوب. وتحدث الوفد الثقافي الروسي عن إعجابهم الشديد بما شاهدوه أثناء تأديتهم مناسك الحج من تطور ومنجزات في المشاعر المقدسة كتوسعة الحرمين الشريفين والمسعى وقطار المشاعر. وقدموا شكرهم لوزارة الثقافة والإعلام على حسن الضيافة وعلى ما قدموه لهم من أجل تأديتهم نُسكهم. وأعربوا عن شكرهم لنادي جدة الأدبي على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكدين أهمية هذه الزيارة في تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين. بعد ذلك قدم النادي لوحات مخطوطة بيد الخطاط سعيد لافي الغامدي بأسماء الوفد كهدايا تذكارية لهم.