بوصولك لمطار قرطاج الدولي بتونس، يفاجئك جمال طبيعي مذهل وتتنفس بهواء معطر بالياسمين، ويشد عينيك مساجد، فيها عبق تاريخ الفتوحات الاسلامية، وترى في طريقك للفندق جبلا يحتضن بحرا، وصحراء تحتضن واحات خضراء، تذهلك الفسيفساء واللون الازرق الممزوج بالابيض في مشهد مهيب يعيد ذاكرتك الى زمن الجمال، وتصل للفندق المزركش بالاشكال الاندلسية واشجاره التي ترسل رسائل برائحة الياسمين التونسي المميز. "يعيشك" كلمة السر والسحر في المدن التونسية، وزيارة مدينة الحمامات تعني زيارة اعجوبة البحر برماله البيضاء العابقة بهدوء البحر، وتعتبر حمامات الياسمين محطة سياحية شهيرة بشواطئها الممتدة على طول شريط بحري ساحلي لا يبعد عن اوروبا سوى 140 كلم، حيث يكاد يكون أشبه بحديقة ياسمين فسيحة وهادئة، وتشعر وأنت في مدينة الحمامات بشاعرية عتيقة تحيط بها أسوار بلون الذهب، ومناظر تطل على البحر والنباتات المتوسطية المميزة، فضلاً عن احتواء المنطقة على أكبر مركز للمعالجة بمياه البحر بشكل طبي راق، وتعد تونس من أكثر الدول تقدما في قطاع السياحة العلاجية والاستشفائية في العالم بعد فرنسا، خاصة في مجال العلاج بمياه البحر والأعشاب الطبية، حيث تستقبل أكثر من 300 ألف زائر يبحثون عن هذا العلاج سنوياً، ويصل عدد مراكز المعالجة بمياه البحر والاعشاب إلى 49 مركزاً منتشرة في كافة المدن التونسية المطلة على البحر الأبيض المتوسط. سيدي بوسعيد تعتبر قرية سيدي بو سعيد أجمل القرى التونسية، حيث يلتقي فيها التاريخ والطبيعة وقباب وجدران بيضاء وأبواب زرقاء وأزقة وجبل ضخم يكسوه الشجر والعشب والغابات، وبحر دافئ، ورمال ذهبية ناعمة يجاورها مرفأ سيدي بو سعيد السياحي، سميت المنطقة بسيدي بوسعيد اشتقاقا من اسم، أبو سعيد بن خلف بن يحيى التميمي الباجي، وتعد سيدي بوسعيد مرقداً لأكثر من 500 ولي على رأسهم سيدي بوسعيد، والطريف أن أسماء المقاهي المنتشرة في هذه المدينة تحمل كلها أسماء الأولياء الذين دفنوا هنا، وفي القرن العشرين أصبحت مدينة سيدي بوسعيد المكان المفضّل للفنانين والمثقفين الذين شدّتهم بأجوائها السّاحرة، وقد اختاروها مقرّاً لسكناهم ثم تبعهم الكتاب والمهندسون والفنانون التشكيليون والسينمائيون وغيرهم، ولا يمكن للسّائح أن يزور تونس من دون المرور بهذه المدينة، ودون ان يشرب الزائر الشاي بالمقاهي العتيقة والشاي الأخضر بالبندق في أحد المقاهي، والقهوة العالية التي تعتبر من أقدم المقاهي في تونس، حيث كانت في عهد الباي لأعيان البلاد فقط، وهي مقهى ذات سلالم عالية، يتوفر فيها طابع عربي أندلسي. سوسة جوهرة المتوسط هي بلا منازع أشهر مدينة سياحية تونسية، بناها الفينيقيون قبل قرطاج على ضفاف حوض البحر الأبيض المتوسط، وإلى جانب المدينة وأحيائها الحديثة توجد المدينة العتيقة التي لا تزال محافظة على طابعها الأصيل وتضم معالم أثرية مهمة من أبرزها الرباط والجامع الكبير والمتحف القديم وتشتهر سوسة بقلعتها المطلة على البحر وبصيفها الصاخب الذي يشهد المهرجانات المنظمة والتلقائية، حيث تعيش أجواء أفراح متواصلة، ومن أهمها مهرجان أوسو الشهير الذى يقام منذ 2000 عام، ويتوافر المرافق المخصصة للأطفال مثل المسابح ومدن الألعاب وحديقة إفريقيا للحيوانات الأليفة والمتوحشة. أما التسوق في سوسة فله نكهة خاصة، فهناك صناعة النحاسيات والتحف والزجاج والقطع البلورية والفضيات. من المواقع التاريخية التونسية