تستطيع أن تحول الحياة إلى مسرحية مأساوية يغلب على جوها العام الكابة والتعاسة والضغائن والأحقاد وأكل لحوم البشر وتحول الحياة إلى صراع مع كل من اختلفت معه أو تعاملت معه من قريب أوصديق أو زوجة أو رفيق مقرب أو زميل أو جار أو مدير مباشر أو أي شخص فتقصي من حياتك كل من اختلفت معه أو بدر منه خطأً مقصوداً أو غير مقصود فتنام وقلبك يحمل الضغينة والقطيعة والحقد بل والحسد وتصحو على نكد. والحياة كملعب كرة قدم وميدان كبير فيه تتعامل مع الآخر ليس كخصم وند بل كإنسان وأنت الحكم فلا تخرج الكرت الأحمر في وجه كل من لا يعجبك أو اختلف معك أو أخطأ في حقك وأن تبتعد عن التعصب والاندفاعية والتكبر على الآخرين والنيل منهم فعلاً أو قولاً واعتقد أن من يندفع في الحكم على الأشخاص ويسيء الظن بالآخرين ويتكبر عليهم أو يهزأ بهم أو ينال من معتقدهم بالتحريض أو السب إنه إنسان لديه عاهة مستديمة في عقله ومريض بالتخلف العقلي المزمن ويحتاج إلى علاج وتأهيل نفسي ويحتاج إلى دورات في الأخلاق النبيلة التي أتى بها إسلامنا المجيد ما أجمل أن يتنازل الإنسان عن حقه ويضحي ويتسامح ما أجمل ان يبكي والابتسامة بين شفتيه فلا يطغى سو الظن أو سوء التقدير للمواقف على كل الإيجابيات التي بدرت من الذي أعرضت عنه ولم تسلم عليه فكلنا كالقمر المنير الجميل لنا جانب مظلم فلا نجعل ضغوطات الحياة من مرض أو فقد مال أو تحمل دين أو فقد منصب أو فقد ولد وغير ذلك تجعلنا نخسر صلاتنا بالناس وأن نسعى للصدام والتسبب بالمشاكل مع القريب والبعيد وأن ننطوي ونحقد على المجتمع والناس بل ونسيء إلى الآخرين بينما نبدو كالحمل الوديع في المجالس فلا نجعل نظرتنا سوداوية فنحقد على هذا ونسب هذا بالمجالس أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر اتصال وأن نتذكر سقطات أنفسنا قبل أن نكيل للناس بمكيالين فمن منا لا يخطئ فهي دعوة للتسامح والتصالح مع الآخرين فربما اهتدى على يدينا من ضل بأن يكون تعاملنا راقياً وأخلاقنا رفيعة وأن نترفع عن الإساءة للآخرين فبالخلق الحسن وحسن التعامل والكلمة الطبية يلين الحجر القاسي وأخيراً من المستحيل أن تجد أحداً يناسبك فعله أو يتفق معك حتى التوائم تختلف ولكنها لا تنفك ولا تغيرها المواقف وفي تقوى الله ودوام ذكره والتقرب إليه تسلح ودرع واقٍ من هذا كله وأقوى علاج لتلك الأمراض الاجتماعية وتجعلنا دائماً في طمأنينة وسكينة وفي تصالح دائم مع أنفسنا والناس وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.