تراجعت أرباح شركات الإسمنت المدرجة في السوق السعودي بشكل حاد خلال الربع الثاني من العام الحالي، وسجل إسمنت نجران خسائر تشغيلية تقدر بحوالي 4 ملايين ريال، وتأثرت عمليات البيع خلال الربع الثاني بموسمية المبيعات، والتي عادة تضعف خلال شهر رمضان المبارك وإجازة العيد، بالإضافة الى ضعف الطلب المحلي بسبب ضعف الانفاق على المشاريع الحكومية. إضافة الى ذلك يوجد ضعف في بناء الوحدات السكنية بعد فرض الرسوم على الأراضي، وتراجع أسعارها مما جعل المستثمرين يتريثون حتى تتضح الرؤية حول توجه السوق خلال الفترة القادمة. وتواجه شركات الاسمنت تحديات كبيرة منها تكلفة أسعار الوقود التي تم رفعها خلال العام الماضي، والتي من المتوقع أن يتم زيادة رفعها خلال الفترة المقبلة ضمن برنامج التحول الوطني والإصلاح الاقتصادي، كما أن البدائل عن الوقود لازالت ضعيفة وتحتاج الشركات الى تغيير في أفرانها لتتوافق مع طريقة حرق الطاقة البديلة، وأيضا لا تسطيع الشركات تقليص كلفة الإنتاج التي تأتي من الطاقة، لأن الافران لابد أن تعمل بطاقتها الكاملة حتى لو انخفض الإنتاج، ولذلك هنالك علاقة عكسية بين الإنتاج والتكلفة فكلما زاد الإنتاج انخفضت التكلفة وكلما انخفض الإنتاج زادت التكلفة. ومن الضروري جدا لشركات الاسمنت الاستمرار في انتاج مادة الكلنكر التي يتم انتاجها بواسطة حرق المواد الخام في الافران، حيث إن تخزينها لا يحتاج الى تكلفة عالية حيث تخزن في أي مكان مفتوح، والتكلفة تكون بسيطة جداً عند نقلها من أماكن تخزينها الى موقع الخلط وإنتاج مادة الاسمنت في المراحل الأخيرة. صافي الأرباح وسجلت شركات الاسمنت صافي أرباح يقدر ب445 مليون ريال فقط خلال الربع الثاني بينما حققت الشركات أرباحاً تقدر ب1308 مليون ريال في الربع المماثل من عام 2016 بتراجع حوالي -66% ومقابل أرباح 790 مليون ريال في الربع السابق بتراجع -44% اسمنت أم القرى كانت الأفضل أداء فقد حققت أرباح 8 مليون ريال مقابل خسائر -4 مليون الربع المماثل، وذلك بسبب بدء عمليات البيع اعتباراُ من الربع الأخير من عام 2016 ، ولكن تلك الأرباح تراجعت مقارنة مع الربع السابق وكانت الأرباح المحققة في الربع الأول 17 مليون ريال، وحقق اسمنت نجران خسائر لأول مرة وذلك بسبب الأحداث الجيوسياسية والتي ساهمت في زيادة الضعف على منتجات الشركة. إنتاج مادة الإسمنت تراجع إنتاج الاسمنت خلال 6 أشهر الماضية الى 25 ألف طن بتراجع يقدر بحوالي 22% مقارنة مع نفس الفترة من عام 2016 الا أن الربع الثاني شهد تراجعاً في الإنتاج أعلى من الربع الأول، وذلك بسبب شهر رمضان الذي يقل الإنتاج فيه وكذلك إجازة عيد الفطر وبلغت نسبة التسليمات الى الإنتاج حوالي 99% إنتاج مادة الكلنكر انخفض أيضاً إنتاج مادة الكلنكر الى حوالي 25 ألف طن خلال ال6 أشهر الماضي مقابل 28 ألف خلال نفس الفترة من العام 2016 بنسبة تراجع 11% وبلغت نسبة التسليمات الى الإنتاج حوالي 98%. تصدير الإسمنت خلال الستة أشهر من العام الحالي لم يتم أي تصدير لمادة الاسمنت او الكلنكر بسبب إيقاف التصدير، ولكن مع السماح للتصدير اعتباراً من شهر يوليو فان شركات الاسمنت يمكنها من تصدير الفائض من انتاجها، وقد تستفيد من هذه الميزة الشركات التي لديها منافذ بحرية مثل اسمنت الشرقية واسمنت السعودية وينبع والعربية، كما أن فتح المنفذ الحدودي بين السعودية والعراق ربما يعطي بعض الشركات القريبة من الحدود الاستفادة من التصدير للعراق التي تحتاج الاسمنت لإعادة اعمار العراق. *محلل مالي