منذ بداية الأزمة الخليجية وحكومة قطر متخبطة سياسياً في إدارة ملف أزمة المقاطعة فبدلاً من التراجع عن تخبطها وسياساتها العدوانية ضد دول المنطقة وإصلاح ما يمكن إصلاحه مما خلفته من فوضى ودمار في دول العالم العربي، ذهبت لما هو أبعد من ذلك باستدعاء قوات أجنبية وإرسال رسائل سياسية استفزازية وكأنها لم تكتفِ من إشعال الحروب ونشر الدمار والموت بسياساتها العبثية والصبيانية، ومن الواضح بأنها لم تتعمق في الأزمة القائمة وما يترتب عليها من أضرار جسيمة على قطر والشعب القطري الشقيق. فحكومة قطر العدوانية كادت ولا زالت تكيد لبلادنا في كل محفل دولي سراً وعلانية لعلها تنجح في تحقيق حلمها البائد بتسيد المنطقة ولو كان ذلك على حساب حق الدين والأخوة والجيرة ودماء الأبرياء ودمار الأوطان وتشريد الملايين، فصبرت قيادتنا «الحليمة» على نهجهم المشبوه منذ أن بدأ «الحمدين» السير بهذا المسار العدواني بعد انقلاب الابن على أبيه فوجهت لهما ولمن بعدهما العديد من الرسائل الأخوية التي تحفظ حق الجيرة والأخوة والنسب والدم عملاً بدين الله وقول رسوله الكريم، ومن ثم عملاً بأصالتها وأصالة أخلاقها العربية لعلها ترتدع عن أفعالها المشينة إلا أنها وجدت الإصرار على الاستمرار بالجحود والعدوان الغاشم وعدم الالتزام بالمواثيق الموقعة من رأس السلطة القطرية، فرأت الدول المتضررة حينها من أن إعلان قرار المقاطعة «خير لا بد منه» لحفظ أمننا الوطني وأمنهم القومي والوطني والذي يعتبر خطاً أحمر عند شعوب هذه الدول قبل قياداتها إلى أن تعود حكومة قطر عن غيها وعدوانها. وعلى صعيد آخر من الأزمة رغم ألمها لكل خليجي محب مؤمن بوحدة مصيرنا، كسبنا سقوط الستار الذي كان يخفي أدوات تلك الحكومة العدوانية في مجتمعنا المحلي لتظهر لنا الوجوه القبيحة على حقيقتها بعد أن كانت تتخفى بخبثها تحت ستار قضايا المجتمع وحاجاته لبث الإحباط والسوداوية والفرقة وتفتيت التلاحم والوحدة بين أفراده، والتقليل من كل إنجاز سعودي حسب التوجيهات المرسومة لهم من غرف عمليات إلكترونية خصصت لهذا الغرض ضد بلادنا فازداد وعي وإدراك المجتمع السعودي بما يحاك ضده لتدمير وطنه ومكتسباته ونهضته فأصبح سداً منيعاً أمام أي اختراقات مشبوهة تدس السم في العسل. إن ما تقوم به حكومة قطر اليوم من تحريك لأذرعها الإعلامية المحلية والعالمية والتي بنت منظومتها طوال عشرين عام مضت وجندت فيها أشرار الأرض من المرتزقة العرب والغربيين لمهاجمة السعودية وتشويه سمعتها وصورتها الدولية واتهامها بالإرهاب ومحاولة عزلها عن المجتمع الدولي وزعزعة أمنها واستقرارها من خلال الكذب والتدليس ما هو إلا اعتراف بأن شرخ جدار قطر قد أخذ بالتمدد لحد لن يمكنه من الصمود كثيراً أمام رياح الحقيقة والعدالة فواقعهم المرصود والمفضوح والداعم للإرهاب حول العالم بالوثائق والأدلة المنشور منها وغير المنشور كافٍ لأن يستثير عدالة أي منصف لا تغلبه الأهواء والأموال.