ما أن أطلق الحكم المصري إبراهيم نور الدين صافرته معلنًا نهاية مباراة الفيصلي الأردني والترجي التونسي بفوز الأخير وتتويجه بلقب البطولة العربية العائدة بعد غياب حتى تحول لاعبو وإداريو الفريق الأردني إلى محترفي كاراتيه وتايكوندو، موجهين للحكم المصري سيلًا من اللكمات والأكواع والركلات التي تجاوزت دائرة الحماية الأمنية الفاشلة إلى رأس ووجه وبطن الحكم المصري المسكين!. في الدور قبل النهائي خرج الحكم السعودي تركي الخضير من الملعب تحت حراسة الشرطة المصرية، بعد محاولة بعض لاعبي الفتح المغربي التعدي عليه، وخلال أيام البطولة كانت هذه الأحداث المؤسفة ومشاهد الخروج عن النص والعراكات ومحاولات الاعتداء على الحكام أمرًا معتادًا، ولم يكن ما حدث في نهائي البطولة حالة فردية أو شاذة، بل جاء استكمالًا لمسلسل الفلتان الذي كان ومازال وسيظل العنوان العريض للبطولات العربية، لأن من أمن العقوبة أساء الأدب، ولأن هذه البطولة كما حذرنا وقلنا قبل انطلاقتها قنبلة موقوتة لا يملك منظموها أي صلاحيات للضبط والعقاب، باعتبار أنها ليست بطولة رسمية، ولا تقع تحت مظلة الفيفا، وأقصى ما يملك الاتحاد العربي لكرة القدم فعله بحق هؤلاء المتجاوزين هو حرمانهم من المشاركة في النسخة المقبلة، لا أكثر ولا أقل!. ضحكت وأنا أقرأ عن وعود قدمها الأمير تركي بن خالد رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم لرئيس الاتحاد المصري هاني أبو ريدة بإيقاع عقوبات قاسية على فريق الفيصلي الأردني وجماهيره، بعد اعتداء لاعبي الفيصلي على الحكم المصري إبراهيم نور الدين، وتحطيم جماهيره لمدرجات ملعب الإسكندرية احتجاجًا على سوء التحكيم، وتأكيده أن الاتحاد العربي سيتحمل تكاليف إصلاح التلفيات التي أصابت الملعب الذي احتضن نهائي البطولة العربية، والحقيقة أن الجزئية الأخيرة هو كل ما يملك الأمير تركي الوفاء به، أما العقوبات فلا يملك هو ولا الاتحاد العربي أي سلطة تمنحهم القدرة على معاقبة لاعبي الفيصلي الأردني بأكثر من حرمانهم من المشاركة في النسخة المقبلة التي ستستضيفها المغرب!. إضافة إلى هذا الانفلات المتكرر طيلة أيام البطولة، شهدت البطولة سقوطًا تحكيميًا مدويًا، وفضائح تحكيمية أثرت على الكثير من نتائج المباريات، وساهمت بشكل كبير في حدوث العديد من مشاهد الخروج عن النص، كما طغت الخشونة الزائدة على الكثير من مبارياتها، ليتأكد للجميع أنَّ المشاركة في مثل هذه البطولة مخاطرة غير محسوبة العواقب لكل الفرق الكبيرة التي لا يكفي البحث عن ألقاب ودية أو مكافآت مالية لإغرائها بالمشاركة في بطولات غير رسمية ولا منضبطة.