من أكثر الأمور اللافتة في أزمة قطر فضلاً عن إصرار النظام القطري بالبقاء على سياسته وعدم إبداء أيّ رغبة حقيقية وفعلية لمراجعتها واتخاذ خطوات عملية لتخليص قطر والشعب القطري من المزيد من تبعات قرار مقاطعة الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب والإصرار على غيّه لشعبه بتأزيم أزمته هو إصراره على البقاء والارتماء في الحضن الإيراني! مشاركة الغترة والعقال أو الدوحة كانت هي اللافتة الوحيدة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني روحاني في طهران الأسبوع الماضي؛ المشهد الذي أثار الاستياء العربي والخليجي وعبّر عنه المغردون ما بين ممتعض وآسف على حال الشعب القطري وما بين ساخر على هذا النظام الذي شرَّع أبوابها وسلّم مفاتيح قطر ومصير شعب قطر لأصحاب الطرابيش الحمر والعمامات السود. حقيقة علاقة الدوحة أو تنظيم الحمدين بطهران والنظام الثوري الإيراني تكشفها العلاقة التاريخية بين تنظيم الإخوان المسلمين وإيران وهي علاقة متينة منذ القدم، ولا ننسى أن التركيبة الأصولية الإخوانية والتركيبة الأصولية الإيرانية ذات هيكلية متشابكة ومتشابهة، يكفي أن حزب الدعوة هو حزب "الإخوان المسلمين الشيعة" فهم تتلمذوا على كتابات حسن البنا وسيد قطب ويشتركون في "الحاكمية" وتكفير الحكومات والرغبة بإعادة الحكم السلطوي المتشدد تحت ذريعة "تطبيق الشريعة". يدرك النظام القطري بأن إيران لا تريد بقطر الخير قبل الخليج والمنطقة العربية برمّتها ولكن على ما يبدو أن تنظيم الحمدين متورط مع النظام الإيراني بصورة أشنع مما ظهرت من وراء التحالف الذي جمعهم ضد السعودية والخليج والمنطقة. يُقال دائماً وما خفي أعظم وهذا ما أثبتته جميع تسريبات الحمدين والتي كان مضمونها وهدفها الشيطاني واحد وهو استهداف المنطقة والدول العربية وهو هدف إيران من وراء ثورتها ولكن بوكالة قطرية! ومشكلة تاريخ عداء إيران مع الخليج موجودة من خلال إرادة السيطرة منذ عهد الشاه، غير أن الثورة كرّست ذلك العداء، بحيث اتجهت الثورة للضخ في الخلاف المذهبي بين السنة والشيعة، وكان لمفردة "تصدير الثورة" أكبر الأثر في زرع الشقاق وإعادة السجال المذهبي الذي خفت منذ قرون. إذاً النظام القطري الإرهابي يُستخدم من إيران بكل وضوح ويشرحه بوضوح أكثر التحالف بين تنظيم الإخوان عرَّاب أحلام تنظيم الحمدين في إمبراطوريته الحالمة وبين إيران، وإذا ما استمر النظام القطري على هذا الارتماء والانبطاح للنظام الإيراني قد يُكشف في القادم من الأيام ماهو فعلاً وأشنع عن سرّ ذلك!