أكد النظام الإيراني عدم جديته في ملاحقة ومحاسبة المتورطين في الاعتداء على سفارة المملكة في طهران، وقنصليتها العامة في مشهد، عقب رفضها وجود فريق سعودي للتحقيق في تلك الاعتداءات. وقالت سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى القاهرة في بيان إن الرفض الإيراني يدل على أن انتهاك حرمة ممثليات المملكة عملية مرتبة ومدبرة، وليس رد فعل عفوي من المواطنين الإيرانيين، بل جاءت ضمن خطة إيرانية للتصعيد مدعومة من قبل النظام الإيراني. من جهتها، أشارت سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى البحرين إلى أن المملكة عازمة على اتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن حقوقها الدبلوماسية وفقاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية وأحكام القانون الدولي، مؤكداً أن انتهاك حرمة البعثات الدبلوماسية، هو نهج دأبت عليه إيران على مدى 38 عاماً. بدوره، عد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان علي بن حسن جعفر، رفض الحكومة الإيرانية وجود الفريق السعودي سعياً منها للحصول على امتيازات دبلوماسية في ظل قطع العلاقات بين البلدين، انتهاكاً لحرمة البعثات الدبلوماسية. وفي ذات السياق، استنكر وزير التنمية الإدارية الأردني السابق د. بسام العموش الرفض الإيراني المتواصل منذ أكثر من عام لدخول الوفد السعودي، مؤكداً أن الرفض يدل على أن النظام الإيراني متورط في الجريمة وأنه نظام مارق في المنطقة. من ناحيته، اعتبر رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية د. محمد بن صقر السلمي استمرار السلطات الإيرانية في مماطلتها ورفضها استكمال التحقيق، وعمدها إلى الابتزاز بغرض الحصول على امتيازات دبلوماسية يعكس سلوك ونهج الحكومة الإيرانية وعدم احترامها للعهود والمواثيق والقوانين الدولية، ويعزز التحليلات القائلة بتورط النظام الإيراني في هذا الاعتداء وبخاصة في ظل وجود الكثير من المؤشرات والصور التي تظهر شخصيات معروفة وبارزة في قوات الباسيج أمام السفارة وقت الحادثة، ووقوف رجال الأمن مكتوفو الأيدي ودون القيام بمهمة حماية السفارة والقنصلية. فيما أشار الأكاديمي المتخصص في الإعلام الدولي د. فهد بن عبدالرحمن المليكي إلى أن إيران دولة حاقدة وخطيرة وصاحبة أفكار طائفية هدامة هدفها تمزيق المجتمع العربي ودعم المنظمات الإرهابية واستخدام أسلوب التفرقة بين المجتمعات خاصة في دول مجلس التعاون الخليج كما فعلت مع دولة قطر والسيطرة على حكومتها التي أصبحت دمية تلعب بها تحت مظلتها الطائفية مع تضليل الرأي العام في المنطقة. وأكد المستشار القانوني د. أحمد بن سعيد العلم أنّ الرفض الإيراني لاستكمال التحقيق يعد محاولة لإخفاء ما يمكن أن يستدل به على تورط النظام الإيراني، مضيفاً أن إيران دولة لا تنظمها وتحكمها القوانين بل هي دولة نظام يرأسه ويحركه أشخاص لهم ميول وتعصب طائفي وعقائدي بعيدون كل البعد عن الإدارة السياسية المستنيرة. تجدر الإشارة إلى أن إيران سجلها طويل في انتهاك البعثات الدبلوماسية طيلة العقود الأربعة الماضية ابتداءً من الاعتداء على السفارة الأميركية في عام 1979 واحتجاز منسوبيها لمدة 444 يوماً، ثم سفارة المملكة في عام 1987، ثم الكويتية والروسية والباكستانية والبريطانية والفرنسية والدنماركية، وأخيراً السفارة السعودية مجدداً عام 2016، علاوة على الاعتداء على الكثير من الدبلوماسيين واستهدافهم بالاغتيال داخل إيران وخارجها.