قد يتهمني البعض بالعنصرية، وافتقاري للإنسانية، وعدم الشعور بالجسد الواحد، وغيرها من الاتهامات، التي يطلقها البعض علينا، نحن أبناء هذا الوطن، وعلى كل من سعى للحفاظ على المصلحة العامة، وجعلها فوق كل اعتبار؛ اتهامات من الداخل والخارج، جهلاً أو عمداً، ولمآرب شتى؛ يرشقوننا بكل هذا دون إدراك وبُعد نظر لما خلَّفه وسيخلفه، غالب الأجانب في وطننا. ولا أعني في مقالتي؛ الأجنبي الذي تجاوب مع قرارات حكومتنا، ورؤيتها، أو الذي أضاف وجوده قيمة لوطني، واحترم ثقافته، ولم يضر معتقده، وانصهر في بيئته، ولم يطمس هويته أو يزورها؛ وإنما أعني تلك الفئة التي ظهرت لنا في الآونة الأخيرة، بعد أن بُنِيت أكتافها من خيرات هذا البلد. قد يستوقفنا أحدهم ويقول: ألم يعلموكم ويبنون أوطانكم؟! ونحن نجيبهم: نعم ولا ينكر ذلك الفضل إلا جاحد، وناكر الجميل، ولكن؛! هل كان ذلك بمبادرة منهم، ودون أي مقابل!؟ جزماً لا. أين هم يوم كان يأكل أجدادنا الجلود، ويموتون عند أبواب المساجد من المرض والجوع؟ ألم يكونوا ينعمون بخيرات الله في أوطانهم، ولم يلتفت الكثير منهم إلى أجدادنا؟ لم يلتفت أحد إليهم زمن القحط؛ وأما اليوم فقلوبهم وأنظارهم صوبنا بعد النفط.. لن نتعامل معهم بالمثل؛ ولكن بالإنصاف والعدل، وما تقتضيه المصلحة العامة.. لذا سنت الدولة القوانين التنظيمية لدخول الأجنبي، وخروجه، وحال وجوده، وهي ليست عبثا؛ وإنما لما ترى الدولة فيه من مصلحة وحماية للوطن وأمنه واستقراره. وإذا كانت الأرض أرضنا، فنحن أحق بعمارتها من أي أحد؛ وإن كنا قد احتجنا للكادر الأجنبي يوماً؛ فليس ذلك على كل حال.. واليوم حين تحسن الحال، ولم نعد بحاجة لبعضهم، فمن حقنا أن نتولى زمام أمر وطننا بأيدينا، وتكون لنا اليد الطولى فيه لننميه.. فلدى السعوديين طاقات أُهدرت بما فيه الكفاية، وستكون على مشارف الموت إن أُهملت.. وليعلم الجميع أن الأوطان تندثر، إذا تخلى أبناؤها عنها؛ ولن تُبنى إلا بأيدي أبنائها. السعودية ليست كأي أرض؛ السعودية هي منبع الدين الذي ارتضاه الله؛ وأرض العروبة، ورثناها أباً عن جد؛ استماتوا في حمايتها.. وبعد أن أسسها أجدادنا -رحمهم الله- جاء دورنا لنبرّهم ونبرّ هذه الأرض ونستلم الراية ونواصل المسير.