انطلقت رحلة الصيف للأندية السعودية لتتجه شمالا بحثا عن الأماكن الباردة استعدادا لموسم رياضي جديد، فالأجواء هذه الأيام لا يمكن الخروج فيها من المنزل فما بالكم بممارسة الرياضة، خصوصا رياضة مجهدة ككرة القدم، ويرى المدربون أن مرحلة الإعداد للموسم هي المرحلة الأهم وخلالها يتم تنفيذ 50% من العمل الفني طوال الموسم، إذ تتضمن الإعداد اللياقي، ورسم النهج التكتيكي وإعادة تكوين الفريق، بل إن الإداريين والفنيين الخبراء يستطيعون أن يتنبؤوا بموقع الفريق المتوقع بعد متابعتهم لبرنامج الإعداد، هذه المرحلة تعتبر الأساس لعمل الموسم، وبناء على جودة تنفيذ الأساس يظهر عطاء الفريق إيجابا أو سلبا. من المؤسف أن بلادنا أدام الله عزها والتي تعتبر شبه قارة باختلاف أجوائها وتضاريسها ومطاراتها ومساحتها الجغرافية، لا يوجد فيها مدينة واحدة تضم مراكز للمعسكرات، مع أن جميع العوامل متوفرة، ولدينا اربع مدن تتميز بأجوائها الرائعة وهي الطايف، أبها، الباحة وخميس مشيط، لكنها للأسف تفتقد للمرافق الجيدة لإقامة المعسكرات، من ملاعب وسكن وفرق يمكن مواجهتها للإعداد، وإن توفر السكن فإنه حتما سيكون أغلى من أي مدينة اوروبية. السؤال: هل حاولت الجهات ذات العلاقة بحث مثل هذا الأمر والعمل على تهيئة مثل هذه المراكز؟ الجهات ذات العلاقة بالطبع هي: هيئتا الرياضة والسياحة مع إمارات المناطق الأربع. إن رؤوس الأموال دائما جبانة لكنني أعتقد لو أن هيئة الرياضة طرحت الأراضي المتوفرة لديها في هذه المناطق للإيجار بأسعار منافسة للمستثمرين، بحيث يتم إنشاء مراكز على مستوى عال من الجودة فإنها ستجد من يستثمر في هذا المجال والمستثمر سيجد أندية تقبل على هذه المعسكرات، خصوصا أن الأندية ستتجنب مصاريف تذاكر الطيران وإشكاليات التأشيرات والتسيب من بعض اللاعبين والإداريين. أقول أيضا من المؤسف أن تتابع أن ناديا مديونيرا كالاتحاد وهو يعسكر في لندن كواحدة من أغلى مدن العالم، بينما ديونه تتجاوز ال300 مليون ريال، ألا يمكننا أن نقلص هذه المصاريف ليتم صرفها في بلادنا؟.. بل أليس من الممكن أن يفتح المجال للأندية الخليجية أن تعسكر في مدننا ويتم دعوتها لإقامة بطولات ودية؟ اللوم في الحقيقة ليس على الأندية بل على الجهات المعينة التي ذكرتها في بداية المقال، فالمدرب أو رئيس النادي سيهتم أولا بتجهيزات المعسكر والمباريات الودية قبل كل شيء، وأعتقد أنها إذا ما توفرت داخليا فإنهم سيرحبون بأن يكون الإعداد كما نتمنى في ربوع بلادي!