في اليوم ذاته لقرار إعفاء الأمير عبدالله بن مساعد من منصبه من رئاسة الهيئة العامة للرياضة وتعيين محمد بن عبدالملك آل الشيخ أرسلت للأمير عبدالله رسالة قلت فيها: «أبا عبدالرحمن.. الشكر لا يفيك حقك بعد كل ما قدمت، وأبدعت، وتفانيت. في فترة وإن كانت قصيرة من حيث الأعوام، لكنها كانت بمسافة عقود.. دعائي لك بالتوفيق دائماً أيها الملهم». رد الأمير عبدالله لم يتأخر إذ أرسل رسالة مقتضبة في حروفها لكنها عميقة في دلالتها إذ كتب يقول: «حبيبي محمد ألف شكر.. البديل ممتاز إن شاء الله». عمق رسالة الأمير عبدالله تكمن في ثنائه على خلفه من دون أن يُسأل عنه، وهي مبادرة لا يقوم بها أي أحد، ما يعني لي أمرين: الأمر الأول: ثقته الكبيرة في نفسه إلى الحد الذي لا يتردد في الإطراء على الشخص الذي حلّ بديلاً عنه، وبعد لحظات قليلة من قرار إعفائه. الأمر الثاني: قيمة محمد آل الشيخ المهنية وقدراته العملية، لأن الأمير عبدالله -وكما يعلم جميع من عرفه عن قرب- ليس من النوع الذي يقتنع بأي شخصية؛ خصوصاً إذاما كانت مرتبطة بعمل يحتاج إلى مهارات فائقة، وأمانة شديدة، وما يعاضد هذا التصور أن محمد آل الشيخ سبق له العمل إلى جانبه، ما يُذهب عن رأي الأمير عبدالله احتمالية المجاملة، أو الدبلوماسية، ولم يكن أصلاً يحتاجهما في ذاك السياق. ما سبق يأخذني إلى مضمون ما أريد الوصول إليه، وهو أن محمد آل الشيخ الذي خاطبته قبل نحو شهر بصفته رئيساً لهيئة الرياضة في مقالة حملت عنوان: «محمد آل الشيخ.. هلا أعرتنا أذنيك»، أخاطبه اليوم بصفته رئيساً للجنة الأولمبية، من أجل واقع اللجنة الراهن والمستقبلي. الواقع يقول إننا وحتى ما قبل رحيل الأمير عبدالله بنحو شهر عشنا حلماً وردياً بعد إطلاق برنامج رياضيي النخبة، وهو امتداد لمشروع «ذهب 2022»، ولازلنا لا نريد أن نصحو من حلمنا إلا على المنجز الموعود، لكن لا يبدو ذلك، والأحاديث تنقل اليوم عن وجود فراغات عميقة في هيكلة الهيئة، وثغرات أعمق في تنظيماتها، ما انعكس على الاتحادات الرياضية. المسؤولية التي يضطلع بها آل الشيخ -لا شك- كبيرة ومتشعبة ومعقدة؛ خصوصاً وكل قرار يأخذه اليوم مرتبط بالمشروع الحلم «رؤية 2030»، وهو ما يجعلنا نطالبه بتحريك قطار اللجنة الذي يبدو أنه توقف، أو تسريعه إن كان قد تباطأ، فنحن لم نعد نشعر بحركته.