أصبحت كلمة "عيب" من الماضي لدى شباب وشابات اليوم الذين كسروا هذه القاعدة التي حالت دون إظهار طاقاتهم وإبداعاتهم في خوض تجاربهم لاكتساب الرزق، حيث نرى الشباب السعودي وقد شمر عن ساعديه وانخرط في سوق العمل مودعاً البطالة ومعتمداً على نفسه. وما لاحظناه في الآونة الأخيرة من وجود شباب سعودي في سيارات "فود ترك" يعرضون أكلاتهم ومشروباتهم المتنوعة التي أعدت بأيديهم لتقديمها للمشترين، حيث يقدمون الأطعمة المختلفة ك"الشاورما" و"البرغر"، وكذلك أنواع الحلوى والقهوة والشاي، في ظل وجود إقبال كبير من المواطنين الذين دفعهم لذلك مستوى النظافة وتشجيع أبناء الوطن. "الرياض" قامت باستطلاع عدد من الشباب والشابات الذين يعملون بهذه العربات المتنقلة، والذين أكدوا أن العمل الحلال خير من النظر لما في أيدي الناس، وأن كلمة "عيب" ولّى زمنها ما داموا يعملون في أمور مشرفة. الحركة بركة في البداية قال مؤيد الصالح -خريج سياحة وآثار-: إنني أعمل في هذه المهنة من ثمانية أشهر، ولقد كونت نفسي ولله الحمد، بل وأجد خيراً كثيراً في هذا المجال، ناصحاً الشباب بالنهوض والجد للعمل جنباً إلى جنب، فالعربات المتنقلة فيها خير كثير، بدلاً من أن يضيع الشاب نفسه في أمور لا تعود عليه بالفائدة، مناشداً الشاب السعودي بالتحرك فالحركة فيها البركة وأبواب العمل مفتوحة في كل مكان، فبلدنا بلد خير وأمن وأمان ولله الحمد، ومن يستحي من العمل سيظل في مكانه فالقافلة تسير ولن تنتظر أحد. ليس عيباً وأوضحت مرام محمد أن العمل الشريف ليس عيباً، مضيفةً: أنا أقوم بتجهيز الوجبات السريعة من البرغر سواء دجاجاً أو لحماً عبر هذه العربة المتنقلة، ولدي زبائن يفضلون وجباتي، مؤكدةً على أن المردود المالي مجز ولله الحمد، وقد يصل أحياناً إلى (500) ريال، مبينةً أنها تجد تشجيع من أهلها في هذا المجال الشريف بدلاً من تركه للعمالة، ناصحةً الفتاة السعودية أن لا تستعيب العمل الشريف مهما كان، ووصيتها للشابة أن تعمل وتجد فستجد خيراً بمشيئة الله، مقدمةً الشكر الجزيل لأمانة الرياض التي فتحت لهم هذا المجال. وذكر فيصل السلمان أنه يجد وزملاؤه متعة، حيث يقدمون وجباتهم لزبائنهم، ويتناوبون على العمل، بل ولا يخجلون من ذلك، موضحاً أنهم استطاعوا التوفيق بين دراستهم في النهار والعمل في العربات المتنقلة في الليل، مبيناً أنهم يواجهون كثيراً من الأسر التي تشجعهم وتدعمهم في هذا المجال الشريف. مردود مجز وأشارت منى السمرين -خريجة جامعة دراسات إسلامية- إلى أنها اتجهت للعمل في عربات "الفود ترك" في موقعها بحي الصحافة ووجدت نفسها متحمسة أثناء عملها من خلال تقديم القهوة والشاي والتمر لعملائها، مضيفةً: تعمل معي إحدى بناتي ونحمد الله المردود المالي مجز، ودعم المسؤولين شجعنا لهذا العمل، ويشهد الموقع ازدحاماً كثيراً أيام الإجازات ونهاية الأسبوع والجميع يستمتع بما نقدم له من طلبات، بل ونجد الثناء منهم، مطالبةً القائمين على هذا الموقع بأن يساعدوهم بتمديد الكهرباء حتى لو بأسعار رمزية في العام، لكي يتخلصون من إزعاج "المولدات الكهربائية" التي أزعجتهم والزوار أثناء حضورهم للاستمتاع ببعض الوقت لتناول القهوة والشاي وبعضاً من الوجبات السريعة التي يقوم بإعدادها شباب وشابات سعوديون. إقبال رائع ووافقتها زميلتها حصة العبدالمنان -حاصلة على الشهادة الثانوية- والتي وجدت في هذا المجال طريقاً للكسب الحلال، مبينةً أنهم فريق مكون من رجال ونساء، من الأم والأب واثنين من الأخوة وجميعهم يعملون في تجهيز الوجبات السريعة ك"البرغر" والسندويتشات والعصائر و"الآيس كريم" وكل ما يحتاج الفود ترك، مؤكدةً على أن الإقبال رائع والعائد مجزٍ ولله الحمد، مضيفةً أن العمل أفضل من البطالة التي يدعيها الكثير؛ لأن المجال مفتوح أمام الشاب والشابة وعليهم التحرك وعدم سماع كلام المثبطين من حولهم، ومن يسمع لكلام الناس لن يعمل ومن يستعيب العمل سيظل مكانه. حضور كبير وقال عبدالله اليحيى -حاصل على دبلوم تقنية لغة إنجليزية-: إن العمل الحر جميل وهذا ما جعلني أتجه للعمل في عربات "فود ترك"، مضيفاً: ولله الحمد وجدت تشجيعاً من الجميع ومن زملائي وكونت نفسي، متمنياً من القائمين على هذه العربات في موقعهم هذا أن يقوموا بزفلتة الأرض حتى لا يتطاير عليهم الغبار والأتربة؛ لأن هناك حضوراً كبيراً من الأسر والعوائل الذين يقضون معظم وقتهم بين هذه العربات والجلوس لتناول الأكل وشرب الشاي والقهوة وأنواع من الوجبات التي يقدمها الشباب والشابات، وهذا بدعم من أمانة منطقة الرياض مشكورة. إصدار تراخيص وكانت أمانة الرياض قد أعلنت مؤخراً عن قيامها بتنظيم عمل عربات المطاعم المتنقلة التي تعود ملكيتها لسعوديين، وذلك بعد إجراءات الحصر التي تقوم بها لتحديد المواقع المرخصة لوقوف العربات على الطرقات، بعد حصر رغبات أصحابها وأيضاً بعد اعتماد الاشتراطات من الجهات المعنية كوزارة التجارة والاستثمار. وتحدث د. فلاح بن عبدالله الدوسري -مدير عام الإدارة العامة لصحة البيئة بأمانة منطقة الرياض- قائلاً: إن الأمانة خصصت عدداً من المواقع لعربات الأطعمة المتنقلة وذلك تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز -أمير منطقة الرياض- بدعم الشباب السعودي وتوفير بيئة عمل تعزز من نشاطهم الاستثماري في هذا المجال، مضيفاً أنه دعم للشباب فقد قامت الأمانة في إصدار تراخيص وفق الاشتراطات التي وضعت لعدد (160) لملاك العربات، مبيناً أن الأمانة خصصت فرق من الإدارة العامة لصحة البيئة والإدارة العامة للراحة والسلامة لمتابعة العربات بهدف التأكد من الالتزام بالضوابط والاشتراطات ومن أبرزها سلامة الأطعمة والمشروبات، وكذلك أن من يملك ويعمل في هذه المطاعم المتنقلة سعوديون. تخصيص مواقع وأكد د. الدوسري أنه في إطار الدعم والتشجيع الذي يوليه سمو أمير منطقة الرياض لهذا النشاط الاستثماري للشباب السعودي فقد تم تخصيص مواقع لوقوف عربات الأطعمة المتنقلة، وسيتم إطلاقها تباعاً بعد تهيئتها سواء من حيث تنظيم الوقوف أو الخدمات في تلك المواقع، مضيفاً أن الأمانة تقوم باستقبال الطلبات من خلال الموقع الإلكتروني وزيارة الإدارة العامة لصحة البيئة في حي المروج بسوق الشمال، للاطلاع على الاشتراطات والضوابط الواجب توافرها في العربة ومن أبرزها أن تكون ملكاً للشاب السعودي ويقوم بالعمل عليها شباب سعوديون، ذاكراً أن هذه الإجراءات تمثل إحدى مبادرات أمانة الرياض، التي تخدم الوطن وشبابه وكباره، وهي مبادرة حصر وتنظيم عربات الأطعمة والمشروبات، بهدف ترتيب أوضاعها واعتبارها جزءاً من الأنشطة المهمة الاجتماعية والشبابية في مدينة الرياض ووضعها في الإطار الاجتماعي والاقتصادي والجمالي للعاصمة. شابات سعوديات يقدمن القهوة والشاي توفير جلسات لتناول الوجبات جانب من أحد المواقع د. فلاح الدوسري مؤيد الصالح مرام محمد فيصل السلمان منى السمرين حصة العبدالمنان عبدالله اليحيى