يعبر مئات الآلاف من البشر أراضي أميركا الوسطى كل عام على أمل دخول الولاياتالمتحدة. وأغلب هؤلاء مهاجرون غير شرعيين فارين من العنف والفقر، فيما يعرف باسم المثلث الشمالي لأميركا اللاتينية، والذي يضم السلفادور وغواتيمالا وهندوراس، قبل أن ينضم إليهم القادمون من مناطق الصراع والقارات الأخرى مثل سورية وإريتريا. وفي حين تمثل دول البحر الكاريبي وأميركا الوسطى وأميركا الشمالية حوالي 2ر7% فقط من سكان العالم، فإنها تضم حوالي 25% من المهاجرين في العالم، كما أنها تواجه تجربة فريدة في حركة المهاجرين بحسب المنظمة الدولية للهجرة. وقد وصل إلى الدول الثلاث الصغيرة المعروفة باسم المثلث الشمالي حوالي ستة ملايين شخص. وفي أحدث تقاريرها وصفت منظمة العفو الدولية هذا المثلث بأنه "واحد من أكثر الأماكن عنفا في العالم". ووفقا لتقديرات منظمة "القوة الهندورانية الوطنية لمناهضة الابتزاز" التي تعمل في المنطقة، فإن إجمالي ما يدفعه مواطنو السلفادور نتيجة ابتزاز العصابات الإجرامية لهم يصل إلى 390 مليون دولار وفي هندوراس 200 مليون دولار وفي غواتيمالا 61 مليون دولار سنويا. وفي "مسح الصراعات المسلحة في العالم 2017" اعتبر المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، المكسيك ثاني أشد مناطق الصراع خطورة في العالم بعد سورية حيث شهدت 23 ألف حالة قتل متعمد خلال 2016" ووفقا لبعض البيانات فإنه منذ 2006 اختفى أكثر من 120 ألف مهاجر في المكسيك أثناء عبورهم إلى الولاياتالمتحدة، كما أن حوالي 80% من النساء والفتيات المهاجرات يتعرضن للاغتصاب، ويضطر المهاجرون إلى دفع مقابل "الحماية" من عصابات الجريمة، وأحيانا يكون المقابل هو المشاركة في بعض الجرائم، ومنها حمل كمية من المخدرات لتوصيلها إلى الولاياتالمتحدة أو المكسيك. وهو ما يجعلهم يسقطون في فخ هذه الشبكات. وحسب تقديرات المنظمة الدولية للهجرة، فإن 40% من المهاجرين غير الشرعيين في الولاياتالمتحدة والمقدر عددهم بحوالي 6 ملايين مهاجر مولودون في أميركا الوسطى أو دول البحر الكاريبي. ويعيش في الولاياتالمتحدة حوالي 8ر2 مليون سلفادوري أرسلوا خلال العام الماضي تحويلات مالية بلغت 4ر16% من إجمالي الناتج المحلي للسلفادور. كما يعيش 2ر1 مليون مهاجر هندوراسي في أميركا تمثل تحويلاتهم ما يعادل 20% من إجمالي الناتج المحلي لهندوراس، وتمثل تحويلات مواطني غواتيمالا في أميركا حوالي 18% من إجمالي الناتج المحلي لجواتيمالا. وتضم قائمة الجنسيات الأكثر رغبة في الهجرة غير الشرعية إلى الولاياتالمتحدة حاليا الألبان والسوريين والأتراك وبعض العراقيين، وقد انضم إليهم الإريتريون والصوماليون ومواطنو غرب أفريقيا، وهؤلاء المهاجرون لا يستطيعون سداد تكاليف الهجرة. الهجرة إلى الغياب