تحظى الرياضة السعودية برعاية واهتمام خاص من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، فكانت الرياضة إحدى الأعمدة التي بنيت عليها "رؤية 2030" والتي يعتبر الأمير محمد عراب هذه الرؤية وقلبها النابض، ففي ابريل عام 2016 عقد ولي العهد مؤتمراً صحافياً للحديث عن رؤية المملكة 2030 ولم تغب الرياضة السعودية عن المشهد فقال متحدثاً عن أسباب ارتفاع سعر اللاعبين: "نحن الآن نركز على سوق الرياضة وسوق كرة القدم ويهمنا أن يكون سوقاً ناجحاً ومساهماً في دخل الأندية وأعتقد أن هناك خانات كثيرة جداً نستطيع أن نعالجها من خلال تقليل تكلفة تشغيل الأندية السعودية وخلق أرباح إضافية للأندية، فمثل عدد اللاعبين الأجانب إذا ازداد في الدوري السعودي وتم السماح بالتعاقد مع أعداد أكثر فإن ذلك سيؤثر بشكل مباشر جداً على خفض أسعار اللاعبين السعوديين وسيكون بمقدور النادي أن يحصل على لاعبين غير سعوديين بسعر رخيص لأنه سيقلل تكاليف تشغيل أي نادٍ سعودي". وهذا الرأي الذي طرحه سمو ولي العهد ينتشر في كثير من وسائل الإعلام هذه الأيام أن اتحاد الكرة السعودي يملك توجهاً لرفع عدد اللاعبين الأجانب إلى ستة لاعبين في كل نادٍ، ولو تم إقرار هذه الخطوة فستكون هي واحدة من أهم الأسباب للقضاء على الارتفاع الكبير في عقود اللاعبين السعوديين والذي طرأ في الأعوام الأخيرة، ويرى سمو ولي العهد أن ممارسة الرياضة بشكل يومي هدف يستحق الدعم ويقول في المؤتمر ذاته: "ستخصص برامج واضحة وقوية جداً لاستهداف دعم الأنشطة الرياضية سواء الرياضة بشكل احترافي أو كرة القدم بحكم أنها أهم رياضة للسعوديين دون أن نغفل الرياضات الأخرى خاصة التي تهم الهواة السعوديين في ممارستها خلال يومهم الطبيعي وذلك بلا شك هو نصب أعيننا". وفي إبريل الماضي وافق مجلس الوزراء على ارتباط الهيئة الرياضية ارتباطاً مباشراً بالأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وكان من أولويات المجلس مناقشة موضوع خصخصة الأندية السعودية المشاركة في دوري المحترفين وتحويلها إلى شركات، وقد وافق مجلس الوزراء على ذلك وأقر المجلس على أن تقوم الهيئة الرياضية بالتنسيق مع وزارة التجارة والاستثمار ووزارة الاقتصاد والتخطيط بوضع الضوابط والشروط اللازمة لممارسة شركات الأندية لنشاطها وأقر مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بتكوين لجنة تتولى الإشراف على متابعة استكمال مراحل تخصيص الأندية الرياضية وتنفيذ إجراءاتها برئاسة رئيس الهيئة العامة للرياضة وعضوية كل من نائب وزير الاقتصاد والتخطيط ووكيل وزارة التجارة والاستثمار للأنظمة واللوائح، وكانت هذه الخطوة هي قفزة كبرى للرياضة السعودية تحققت تحت رعاية واهتمام سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبناءً على ما يتوافق مع رؤية المملكة 2030 والتي تولي اهتمامها البالغ بالرياضة السعودية من جميع الجهات، واستمراراً لدعم المجلس للاقتصاد الرياضي فقد تقرر إنشاء صندوق تنمية الرياضة والذي يهدف إلى تقديم القروض والتسهيلات للأندية الرياضية سواء التي ستخصص أو بقية الأندية الأخرى، على أن تودع في هذا الصندوق محصلات بيع الأندية في المراحل كافة، ومما يهدف إليه الصندوق لدعم الألعاب الرياضية المختلفة وتنميتها والاستثمار في المجالات ذات الصلة، كما يعمل على إنشاء وتمويل حاضنات لألعاب الهواة المتعددة تحت مظلة مؤسساتية مما سيخلق وظائف تزيد على 40 ألف وظيفة، وكانت هذه القرارات بمجملها تتجه لتحويل الرياضة السعودية إلى صناعة لتنسجم مع رؤية المملكة 2030 وتستثمر المنشآت الرياضية في دعم الاقتصاد السعودي إلى جانب توفير فرص العمل للسعوديين بأكبر قدر ممكن في مجالات الرياضة. في مايو عام 2016 شهدت الرياضة السعودية قفزة كبيرة بعد أن تقرر تحويل مسمى الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى مسمى "الهيئة الرياضية" وجعل ارتباطها برئيس مجلس الوزراء بشكل مباشر، وذلك تماشياً مع رؤية المملكة 2030 والتي يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وكان من الآثار الكبيرة على تحول الرئاسة العامة إلى هيئة رياضية هو تمتعها بشخصية اعتبارية واستقلال مادي وإداري وكان من أهم أهداف هذا التحول هو تنمية القدرات والطاقات الرياضية للشباب وصقل مواهبهم ومهاراتهم، وتشجيع فئات المجتمع على ممارسة الرياضات المتنوعة والمشاركة فيها والعمل على نشر ثقافة التطوع والشراكة المجتمعية في المجال الرياضي، والعمل مع وزارة التعليم والجهات المعنية الأخرى لتنمية وتطوير رياضة المدارس والكليات والجامعات، وكذلك وضع الخطط والمعايير لإنشاء المرافق والمنشآت الرياضية وإدارتها والاستفادة من بيوت الشباب وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية، وتماشياً مع اهتمام سمو ولي العهد بتطوير الرياضة السعودية ومنح المرأة السعودية حقها بهذه اللعبة فقد صدر أمر ملكي بتعين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود وكيل الرئيس للقسم النسائي بالمرتبة ال15 للهيئة الرياضية، فيما شهدت الرياضة السعودية تعين أول نائب لرئيس الهيئة الرياضية ضمن القرارات الملكية الأخيرة وهو صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود. وامتداداً للاهتمام الكبير الذي تحظى به الرياضة السعودية من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فقد أعلن سموه في أبريل الماضي عن إنشاء أكبر مشروع يعنى بإحدى جوانبه بالرياضة من خلال إنشاء مدينة القديّة جنوب غرب الرياض وهي المدينة التي ستتيح أنشطة ثقافية ورياضية وترفيهية وأكد سموه أن المشروع الضخم سيوفر أنشطة رياضية متميّزة تدعم طاقات الشباب وتحفزهم إلى التميّز في المسابقات الرياضية الإقليمية والعالمية وستساهم في اكتشاف المواهب وتطويرها وصقل مهارات الشباب السعودي وتنمية قدراتهم في مختلف المجالات الرياضية والتعليمية، ويؤكد سموه على أن المشروع سيدعم هواة سباقات السيارات لممارسة هواياتهم المفضلة بأسلوب مفيد وآمن من خلال توفير حلبات سباق وطرق آمنة بمواصفات عالمية عالية، ويضم مشروع القديّة مجموعات منها الرياضة ورياضة السيارات، ويعتمد المشروع على توفير بيئات مثالية ومتنوعة تشمل مغامرات مائية ومغامرات في الهواء الطلق والاهتمام برياضة سيارات الأوتودروم والسرعة بإقامة فعاليات ممتعة للسيارات طيلة العام وإقامة مسابقات رياضية شيقة وألعاب الواقع الافتراضي، وهذا المشروع يأتي امتداداً لمواقف واهتمام سمو ولي العهد بالرياضة السعودية بكافة أنواعها ومنح فرصة ممارستها للذكور والإناث، وتحويلها إلى صناعة وإحدى موارد الاقتصاد السعودي.