الكلمة مُعاصرة أي تكاثر استعمالها في القرنين الماضيين، ولم أعثر على أثر لها في لغة العرب وشعرهم القديم. وعرفته المعاجم بأنه وعاء من خشب أو معدن، لكن تعريفات الطاقة قالت في تعريفه بأنه وحدة قياس للنِّفط تساوي حوالي 159 لترًا أو تعادل 42 جالونًا. وأذكر أن هذا المستوعب كان يستعمل لجلب وقود السيارة، البنزين من عبدان إلى جزيرة العرب قبل اكتشاف النفط عندنا بكميات تجارية. وأكبر حجم منه كان المحليون من العامة يسمونه (برميل أبو 12). وكانت السيارات قليلة، وتوجد البراميل في المدن تخدم طالب البنزين، بأن يركبوا عليه مضخة يدوية تدفعه إلى خزان السيارة. وبعض أصحاب محلات البيع "يشفطه" بقوة الفم بواسطة ماسورة (لَيْ)، لكن في الحالة الأخيرة يجب أن يكون البرميل في محل يرتفع عن مستوى خزان السيارة. واستعمل الأهلون هذا المستوعب القوي لحفظ الحبوب أو التمر، فقيمته ليست بالبترول فقط فهو ذو استعمالات متعددة. ولأسباب لا أعرف تفاصيلها بدقة كان الكيروسين (القاز) يأتي إلى عنيزة بمستوعبات أقل تحملا وهي التّنكْ، وتأخذه السيارات إلى شمال المملكة وتأتي بالتنك مملوءة بالسمن البري الأصلي الذي يحتاجه الناس. والكيروسين معروف طاقة إضاءة لخدمة الفوانيس. قال محمد ابن لعبون - ت1247ه: كنّها القنديل بالزيت مْخَدوم سبته داياتها وقت الظلام. وبما أن علم الاشتقاق (الإيتيمولوجيا) يستهويني كثيرا، وهو بسط أو تعليل أصل اللفظة، سواء كانت ذات منشأ عربي أو أجنبي، فآتي الآن إلى ذات المفردة التي اتخذتها عنوانا لهذه الزاوية، وهي كلمة (برميل) وسيجد القارىء تقاربا كبيرا بين نطقها الإنجليزي والعربي. وظل الشرح الإنجليزي ردحا من الزمن يُعرّف الكلمة على أنها: وعاء من الخشب يُتخذ للخمر أو الخل أو نحوهما. وأعود إلى الكلمة (برميل) في العامية فأزعم أننا وصفناه بشيء من الامتهان أو التحقير إذا قلنا "برميل الزبالة" ولا أرى أنه "يستاهل" تلك الصفة، التي لا تُرضى عنها (أوبيك).