حولت الخطوط الجوية القطريةالدوحة الى محطة نقل عالمية في بضع سنوات فقط، لكن منعها من دخول المجالات الجوية لجيرانها على خلفية الازمة الدبلوماسية الراهنة، بات يهدد موقعها كناقل رئيسي على مستوى العالم، وفقا لخبراء. والى جانب منافستيها الاماراتيتين "طيران الامارات" والاتحاد للطيران"، نجحت الخطوط القطرية في اجتذاب قسم كبير من مسافري مرافق العبور (الترانزيت)، معتمدة على الموقع الجغرافي لمنطقة الخليج بين الغرب والشرق، لكن قطع المملكة والامارات العربية المتحدة والبحرين علاقاتها الدبلوماسية مع قطر قبل اسبوع، واتخاذ اجراءات عقابية بحقها طالت قطاع الطيران، يهدد بفقدان الخطوط القطرية لجزء من حصتها في التزانزيت، ولو مؤقتا. وقال الخبير في شؤون الطيران في شركة "ايرانسايت" الاميركية اديسون شونلاند ان الاجراءات المتخذة ضد الخطوط القطرية "ستطيل اوقات الرحلات وبالتالي ستزيد الكلفة. وكلما يضيق المجال الجوي، كلما تكبر المشكلة". واضاف "عمليا، يضع هذا الامر قيودا على عمل شركة الطيران التي بدات بالتاكيد تلمس انخفاضا حادا في ارباحها". ويكاد المجال الجوي البحريني الذي يغطي مساحة كبيرة من مياه الخليج يحاصر قطر بالكامل. كما ان الطائرات القطرية عادة ما تقوم باجتياز المجال الجوي السعودي في طريقها الى الشرق الاوسط وافريقيا واميركا الجنوبية. ويقول الخبير في شؤون الطيران كايل بايلي ان "مسارات رحلات الخطوط القطرية وكمية استهلاك الوقود ستتغير وتزداد نتيجة (للاجراءات) في المستقبل". وحذر شونلاند من ان ازدياد اوقات الرحلات قد يؤدي الى انخفاض في اعداد الركاب. واوضح "رغم وسائل الراحة والخدمات الممتازة، ستتراجع حجوزات المسافات الطويلة، فلا احد سيرغب في ان يبقى لوقت اطول على متن طائرة". وبحسب "كابا - مركز الطيران" الذي يقدم تحليلات خاصة بقطاع الطيران، فان 90 بالمئة من ركاب الخطوط القطرية هم من مسافري الترانزيت. والسعودية ودولة الامارات اكبر سوقين لخطوط قطر وفقا لبايلي. كما ان الخطوط القطرية هي اكبر شركة طيران اجنبي في دولة الامارات، بحسب "كابا". وقال بايلي ان "خسارة هذين السوقين سيكون عاملا مدمرا لاموال الشركة التي ستفقد نحو 30 بالمئة من عائداتها". يرى الخبراء ان القسم الذي ستفقده الخطوط القطرية من حصتها من مسافري الترانزيت سيعود بالفائدة على "طيران الامارات" و"الاتحاد للطيران" اللذين سيكونان جاهزين لاستقطاب هؤلاء الركاب. واوضح شونلاند ان "طيران الامارات" بالاخص ستكون قادرة على ذلك اذ كونها تملك اسطولا من طائرات "ايه 380" العملاقة.