ارتباط المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ودولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة أخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان، امتداد لعلاقات تاريخية أزلية قديمة، تعززها روابط الدم والمصير المشترك، ومستويات متقدمة من المتانة والقوة والانسجام والتناغم، نتج عنه تناغم واتحاد في نوعية التفاعل والأحداث، ومختلف القرارات، والأنشطة والفعاليات، والبرامج التي تنفذ هنا وهناك، في ظل تنسيق وتعاون عالي المستوى والاحترافية في مختلف المجالات والمناسبات. وللمتابع تأريخياً، يجد أن العلاقات السعودية الإماراتية لم تكن شيئاً مستغرباً نظراً لما يربطها من أواصر الإخوة والتعاون واللّحمة بجذور ضاربة في أرض التاريخ منذ عهد المغفور لهما الملك فيصل والشيخ زايد -يرحمهما الله- على كافة المناحي السياسية والاجتماعية والثقافية.. لتمثل اليوم أنموذجاً رصيناً لعلاقة دولتين وصلتا إلى توأمة متينة تجمع حكام الإمارات بإخوانهم ملوك السعودية بهذا الاتحاد الخليجي الثنائي المضاف إلى رصيد الحكمة والثقافة والنظرة المستقبلية لهما. وتأتي زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والذي وصل على رأس وفد رفيع من أبناء "زايد" الكرام إلى جدة يوم الجمعة الماضي في زيارة للمملكة؛ حرصاً منه على دعم وتعزيز خصوصية العلاقة، والتي وصف فيها حباً وتقديراً الشيخ محمد بن زايد "السعودية تمثل العمود الفقري للتعاون والتكامل الخليجي، والأساس الذي يقوم عليه أمن وازدهار المنطقة، والدفع بها نحو الأفضل في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برؤية واعية يحملها الملك سلمان بن عبدالعزيز في التعامل مع المستجدات الراهنة وحرصه الكبير على تماسك ووحدة الصف العربي وتضامنه والعمل على تمكينه من الحفاظ على أمن المنطقة واستقرار بلدانها". وفي نفس المنعطف وللمتابع، يجد أن هذه الزيارة الاستراتيجية شموليّة دورية توثق عمق العلاقة الأخوية وتعزز ميثاق التعاون لاسيما في متابعة قرارات قمم الرياض، وبحث التطورات المستجدة في الخليج والمنطقة بما يحقق مزيداً من الاستقرار ويعكس وحدة التوجه والمواقف المترابطة والرؤى المشتركة تجاه مختلف القضايا وعملهم الدؤوب في خدمة البيت الخليجي، لاسيما في الوقت الراهن الذي يشهد انشقاقاً في المواقف القطرية عن النسيج الموحد لدول التعاون. تبقى أن السعودية والإمارات اليوم أهم صماميّ أمان، يحمل نفس القضايا والمواقف المشهودة في دعم القضايا الإسلامية والعربية والخليجية والإنسانية، في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية المحيطة، والتعامل معها بسياسات ومواقف متكاملة على أسس راسخة من الأخوة والرؤى والتوجهات المتسقة الواحدة أقوالاً وأفعالاً، ومنه نجد أن التاريخ يثبت دوماً أن مشاوراتهما وتبادل زياراتهما لم تنتج إلا مواقف موحدة؛ تعكس رسالةً وأفقاً عالمياً لتحقيق الأمن والاستقرار. ورغم كيد الكائدين والحانقين المؤدلجين، تبقى السعودية والإمارات أسرة واحدة، ومصيرا مشتركا، ولّد الحب والتآلف والتحالف، انعكس جليّا ليربط الدولتين الشقيقتين قيادات وشعوباً، لنحلق بهما جميعنا "سعودي إماراتي.. اتحاد ينبض في ذاتي".