عند دخول الشهر الكريم يستحسن عدم تغيير جرعات أدوية السكر أو التوقف عن تناولها دون استشارة الطبيب أو الصيدلاني، وإن كان مريض السكري يعتمد في علاج السكر على الحمية الغذائية فقط وبدون استخدام علاج دوائي فعلى المريض الالتزام بنظام غذائي صحي ويفضل تقسيم الوجبات على ثلاث فترات من الإفطار وحتى السحور، كما يفضل تجنب الأطعمة الدهنية أو التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات والابتعاد عن تناول الأطعمة المحتوية على سكريات معقدة (مثل الخبز والأرز .. الخ) عند السحور لتفادي ارتفاع نسبة السكر في الدم خلال ساعات الصباح مما يتسبب في إدرار البول وبالتالي يعاني المريض من الجفاف، أما إذا كانت الخطة العلاجية تعتمد على استخدام حقن الأنسولين، فيجب اتباع النصائح المذكورة سابقاً بالإضافة إلى استشارة الطبيب لتعديل جرعات الأنسولين ويفضل أن يتم ذلك قبل بداية شهر رمضان بمدة كافية، فمن الممكن أن تؤخذ جرعة الأنسولين متوسط المدى مثل بروتامين أو طويل المدى مثل الجلارجين أو ديتيمير في المساء بينما يستخدم الأنسولين سريع أو قصير المفعول قبيل الوجبات وذلك حسب تعليمات الطبيب المختص، وفي حال حقن الأنسولين التي تؤخذ مرتين، في اليوم في غير أيام شهر رمضان، فمن الممكن أن تؤخذ الجرعة المعتادة كاملة عند الإفطار ونصف الجرعة الثانية المعتادة عند السحور، أما إذا كانت الخطة العلاجية تعتمد على تناول الأدوية المخفضة لنسبة السكر في الدم عن طريق الفم فإن موعد الدواء قد يختلف حسب نوعه، فإذا كان المريض يستخدم الميتفورمين فمن الممكن تناول ثلثي الجرعة عند الإفطار وثلث الجرعة عند السحور، وعند استخدام ميتفورمين طويل المفعول فعلى المريض أن يتناول الجرعة مرة واحدة فقط عند الإفطار، أما لو كان مريض السكر يستخدم مجموعة سيلفونايل يوريا مثل قليبينكلاميد فمن المعروف أن هذه المجموعة من الأدوية قد تؤدي لانخفاض مستوى السكر في الدم لذلك يفضل تناول الجرعة الأكبر عند الإفطار، ولدى استخدام مجموعة الأدوية المحفزة لإفراز الأنسولين مثل ريباقلانيد فإن هذه الأدوية سريعة المفعول لذا يمكن تناول جرعة عند الإفطار وأخرى عند السحور، أما مجموعتي مثبطات أنزيمات دي بي بي 4 مثل سيتاجليبتين أو فيلداجلبتين، ومجموعة المساعدة على زيادة حساسية الأنسجة للأنسولين مثل بيوقليتازون فلا حاجة لتغير جرعتها لأنها لا تسبب انخفاض مستوى السكر في الدم، وبصفة عامة فإن الحرص على تناول كميات مناسبة من الماء أو السوائل في غاية الأهمية لتفادي الجفاف، كما ننصح بعدم ممارسة الرياضة أثناء فترة الصوم لتجنب فقدان كميات كبيرة من السوائل لتفادي قصور الكلى، بالإضافة إلى الابتعاد عن الإفراط في تناول الطعام والتقليل من تناول الحلويات الرمضانية وخاصة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر للمحافظة على معدل السكر في الدم، وعند انخفاض معدل السكر في الدم أو الشعور بأي من الأعراض المصاحبة لذلك، يجب على المريض إبطال صيامه سريعاً وتناول السكر أو العصير لتفادي تفاقم المشكلة وذلك لقوله تعالى: «... يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» البقرة (185)، ونعيد التنبيه بأنه يجب عدم تغيير جرعة الأدوية دون الرجوع الى الطبيب المختص، وإن المعلومات الآنفة ذكرها ماهي إلا للإرشاد فقط. ودمتم بصحة وعافية وأعانكم الله على الصيام والقيام. * قطاع الرعاية الصيدلانية