مهما تعدد خيارات الاتحاديين يبقى خيار تكليف الإدارة الحالية برئاسة حاتم باعشن هو الأهم لأثره الإيجابي على استقرار الكيان وعلى مرحلته المستقبلية فنيا وإداريا ومعنويا. لست ضد من يرى ضرورة انتهاء فترة التكليف والعودة لممارسة حق الكيان والمنتمين له لسياسة الانتخابات، فهذا يمثل الحق المشروع أسوة بما تشهده الأندية الأخرى لكن الذي اعنيه أن باعشن وإدارته نجحوا في تهيئة أوضاع "الإتي" وساهموا في تجاوز الكثير من المعوقات التي كانت تعتري طريقه كما اتفقوا في إعادة "النمور" إلى واجهة البطولات والمنافسة عليها على الرغم من الظروف والمالية والمديونيات المفجعة التي لا تزال هاجسا يخيف كل الاتحاديين في المستقبل القريب. من الجيد أن نرى رئيسا يأتي ليحل هذه الإشكالات ويمحو ترسباتها لكن الذي نراه ونتوقعه أن الواقع تغير ولن يجد الاتحاديون هذا الرئيس إلا في أحلامهم أو في صفحة الوعود الوهمية التي سرعان ما تنتهي فاعليتها مع آخر سطر يكتبها على أوراق الصحف أو صوتا يبوح بها على الفضائيات. باعشن وإدارته وضعت اللبنة الأولية لاستقرار الاتحاد وتألقه في إسعاد جماهيره ببطولة كأس ولي العهد واجتهد في حلحلت بعض القضايا المستعصية وطالما أنها قطعت الجزء المهم في عملية تعافي الكيان فمن الضرورة أن يأتي قرار هيئة الرياضة مواكبا لهذا التوجه بمنحها فرصة الاستمرار لموسم جديد فلربما كان ذلك هو القرار السليم في هذا التوقيت تحديدا. الاتحاد يحتاج للكثير من العمل حتى ينهض من كبوته ويعود لمزاولة عشقه التاريخي في المنافسات القوية محليا وقاريا وكل ذلك لن يتحقق إلا من خلال الاستقرار الإداري والفني والمالي وهذه مجتمعة كانت من السمات الجيدة للإدارة الحالية التي تطمح في أن يكون لها دور مهم ومفيد للفريق أولا ولكل عشاقه ثانيا. نتفهم عاطفة بعض إعلام الاتحاد تجاه منصور البلوي وإعلان رغبته في الترشح ذلك أن الأغلبية هنا يوالون أبو ثامر أكثر من ولائهم للكيان كما نتفهم كذلك تطلعات "مدرج الذهب" وصناع القرار في رؤية مرحلة مغايرة تبنى على المصداقية في الأقوال والأفعال وليس على الأوهام والوعود والفصول الدراميكية. عموما نتمنى التوفيق للاتحاديين في تحديد مصير ومستقبل كيانهم مثلما نتمنى التوفيق للأهلي والهلال تجاوز مرحلة الإياب الآسيوي والعودة بنتائج رائعة تؤهلهما للمنافسة وبلوغ الأدوار النهائية للبطولة القارية التي نحلم باستعادتها بعد غياب طال امده. لقب كهذا تحتاج إليه رياضة كرة القدم لما له من التأثير على هيبة وقوة أنديتنا على الخارطة القارية وإذا ما فكرنا صح وعملنا صح واحترفنا صح فصعوبته ستتحول سهلا ميسرا وكل عام وأنتم والوطن الغالي وقيادته الرشيدة بألف خير.