يعتبر عمل مقيمي الحكام من أهم الأمور الرئيسية في منافسات كرة القدم، بل ويتعدى الأمر إلى المساهمة في تطوير اداء الحكام واكتشاف الأخطاء والعمل على تصحيحها، وهناك العديد من الأسماء التي برزت في مجال التحكيم ولكن لم تنجح في التقييم، والعكس صحيح. "الرياض" وجهت سؤالا الى عدد من المختصين في مجال التحكيم هل تقارير المقيمين والمراقبين تخضع لمعايير مهنية أم تتدخل فيها المجاملات، وهل كل من مارس التحكيم وأخفق من الممكن أن ينجح كمراقب ومقيم؟ يقول الحكم الدولي السابق عبدالرحمن الزيد: "هناك مقيمو للحكام تكون تقاريرهم غير وافية بسبب عدم الجدية في كتابة التقرير ومن الممكن أن يكون هناك مقيمون للحكام تكون تقاريرهم غير وافية، والمفروض أن يكون المقيم له تاريخ جيد في التحكيم ويشارك في دورات عدة للمقيمين حتى يمكن أن يكون مفيدا لتطوير مستوى الحكام". وأضاف: "تقارير المقيمين شاملة لأداء الحكم والمساعدين والحكم الرابع وتم وضعها وفق ضوابط من تقارير لجنة الحكام بالاتحاد الدولي "الفيفا" التي يتم فيها تقييم حكام المنافسات التي يشرف عليها ومنها نهائيات كأس العالم". الزيد: المقيمون غير جادين في كتابة التقارير جلال: عدد كبير منهم لا يستحق لقب مقيم المغامسي: المجال مفتوح لكل من هب ودب وأضاف: "تسرب عدد من المقيمين والحكام يعود لعدم استلامهم المستحقات المالية وعدم صرف حقوق الحكام والمقيمين له دور كبير في تسرب المقيمين وبالتالي يجب أن يكون هناك ميزانية للتحكيم يتم الصرف منها أولا بأول بدل ان تتأخر أعواما عدة". من جهته قلل الحكم الدولي السابق خليل جلال من امكانية وجود مجاملات في عمل مقيمي الحكام وقال: "لا أعتقد أن المجاملات تدخل في عمل مقيمي الحكام وخصوصاً في الأعوام الأخيرة بقدر ما يكون غياب المقيم المميز وجاء بدلا عنه عدد من المقيمين الذين يحتاجون الى عمل أكبر، وأصبح ملأ للفراغ بأي طريقه لعدم وجود العدد الكافي، وغياب من يقيم عمل المقيمين، ولو بحثنا في تقارير بعض المقيمين نجد بأنه يمتلك النظرة الجيدة ولكن في الوقت ذاته نجد أنه في حاجة الى تطوير اكبر لصياغة وتوصيل الملاحظات". واضاف: "في ظل العدد القليل جدا من دورات التأهيل والصقل للمقيمين من الطبيعي ان يكون هناك قلة ادراك بمعايير التقييم الجيدة ولا نجد تأثيرا كبيرا للمقيم في رفع مستوى الحكام أو رفع مستوى من يعمل على تطوير التحكيم ولا يوجد شك في أن بعض الحكام الذين لم يكتب لهم التميز في التحكيم سيصبحون مقيمين ممتازين فيما لو حصلوا على دورات تأهيلية جيدة ودورات صقل متطورة" وأهم الحلول زيادة عدد دورات المقيمين والصقل وتوزيع المقيمين إلى مستويات ودرجات وزيادة المكافآت حسب الدرجة التي يقيم فيها، وعمل اختبارات دورية لقانون كرة القدم، سواء نظري او اختبارات حالات من المباريات". يعملون بلا حقوق أكد رئيس لجنة الحكام الفرعية بالمدينةالمنورة السابق الحكم الدولي حسين المغامسي أن من أبرز المصاعب التي تواجه المقيم عدم صرف حقوقه أول بأول وقال: "يجب الاهتمام اكثر بالدورات التي تقدم للمقيم من خلال المكان ونوعية المحاضرات، اضافة الى تبادل الخبرات بين الدول التي توجد لديها شراكات مع الاتحاد السعودي في ايفاد عدد من المقيمين كل سنة لتطوير عملهم وعدم وجود صوت للمقيمين او الحكام في الجمعية العمومية او في عضوية الاتحاد أحد الأسباب التي يمكن ان تكون عائقا أمام تطوير الحكام والمقيمين". ممتدحا التقرير الخاص بمقيمي الحكام وقال: "التقرير ذاته من افضل التقارير في العالم ومطابق لتقرير "الفيفا" ولكن قدرات المقيمين تختلف في اكتشاف الملاحظات لدى الحكام وتطويرها ومعالجتها مع الحكم وكتابة التقرير بالشكل الصحيح والمفيد للجنة لتطوير الحكم". وأضاف: "ليس كل من مارس التحكيم يصلح مقيما لأنه يجب ان تتوفر عدة عوامل لدى المقيم منها على سبيل المثال يجب ان يكون قياديا وذا شخصية ولديه اسلوب في ايصال المعلومة بالشكل الصحيح والمقنع". واتفق نائب رئيس اللجنة الرئيسية للحكام السابقة سعد الأحمري مع زميله حسين المغامسي بأن استمارة تقييم الحكام من أفضل الاستمارات ومطابقة للاتحاد الدولي لكرة القدم وقال: "الاستمارة تطابق الاستمارة المعمول بها في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهي استمارة محكمة يدون فيها المقيم مميزات وملاحظات على حكام المباراة وغالب هذه التقارير يؤخذ بها ولدينا مقيمون على مستوى عال من الخبرة ويخضعون لدورات سنوية لتجديد المعلومات والاطلاع على التعديلات ويحتاجون مزيدا من الدعم والصلاحيات، ومن اخفق كونه حكماً ممكن ان يطور نفسه ويجدد معلوماته وهناك مقيمون درجة أولى ولم يحصلوا على الشارة الدولية ومتميزون في التقييم وحريصون على النجاح".