التقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، نظيره الأميركي دونالد ترامب، على أمل إصلاح العلاقات بين البلدين التي تصدعت بفعل الحرب في سورية وتواجد عدو أنقرة السياسي فتح الله غولن في الولاياتالمتحدة. ويأتي الاجتماع في وقت يسعى إردوغان إلى حث ترامب على إحداث تغييرات عميقة في سياسة بلاده من أجل تقوية علاقة تزداد توتراً. وتزعزعت العلاقات الأميركية-التركية خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما إثر خلافات بشأن دعم الولاياتالمتحدة للمقاتلين الأكراد في سورية. وكان المسؤولون الأتراك عبروا عن أملهم بفتح "صفحة جديدة" بعد السجالات مع أوباما، إلا أن إعلان إدارة ترامب عن تسليح الولاياتالمتحدة "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تعتبرها أنقرة إرهابية، ثبط هذا التفاؤل. وترى أنقرة في وحدات حماية الشعب امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمرداً دامياً داخل تركيا منذ العام 1984. وكان إردوغان أوضح بأنه يتوقع من واشنطن القيام بخطوات بشأن مصير غولن المتهم بتدبير محاولة الانقلاب. وتسعى أنقرة إلى إقناع واشنطن بتسليمه لتتم محاكمته في تركيا. إلا أن محللين ينوهون إلى أنه لا يمكن لترامب، حتى لو أراد ذلك، أن يعد إردوغان بأن بلاده ستسلم غولن كون العملية تعتمد على القضاء الأميركي المستقل. وفي إطار تحقيق يستهدف شبكة غولن المتورطة بمحاولة الانقلاب، أمرت الحكومة التركية باعتقال 85 موظفاً في وزارتي الطاقة والتعليم، وفق ما أفادت قناة (سي إن إن ترك) أمس. وقد اعتقلت السلطات رسمياً نحو 50 ألف شخص في إطار تحقيقات استهدفت أنصار غولن. ولم تتوفر تفاصيل إضافية بشأن أحدث مذكرات اعتقال التي تأتي بعد قرار محكمة الاثنين بحبس أوجوز جوفين رئيس تحرير الموقع الإلكتروني لصحيفة (جمهوريت) لحين محاكمته بتهم نشر دعاية إرهابية حسب ما أوردت الصحيفة. وانضم جوفين إلى 12 صحفياً من صحيفة جمهوريت يقضون أحكاماً بالسجن تصل إلى 43 عاماً لاتهامهم بدعم شبكة غولن. وأوقفت السلطات التركية عن العمل أو سرحت من الوظيفة في الحملة التي تلت محاولة الانقلاب حوالي 150 ألف شخص معظمهم من الموظفين الحكوميين ورجال الأمن والأكاديميين.