ليس غريبا ولا مفاجئا أن يتأهل الهلال والأهلي إلى نهائي كأس الملك، فهما الأقوى فنيا والأميز عناصريا خلال العامين الأخيرين، على الرغم من التراجع النتائجي المحير للأهلي خلال هذا الموسم، وأقول المحير لأنه مستمر بنفس العناصر والمدرب، ولم يتغير في الفريق شئ إلا نتائجه، وحتى هذه اللحظة لم أقرأ ولم أسمع تشخيصا دقيقا لسر التراجع الأهلاوي، ربما لأن هذا النادي من الأندية المحصنة إعلاميا، فمن النادر أن نجد ما يدور داخل أسوار النادي مطروحا في الإعلام، لذا أقول إن التشخيص لا يمكن أن يصدر إلا من المتواجدين في القلعة أو المحيطين بأسوارها. في الهلال، يعيش هذا النادي موسما ناجحا بعد أن حقق بطولة الدوري التي غابت عن خزائنه خمسة أعوام، في ظل وجود مدرب عالمي وأجانب يصنعون الفارق، وهذان العاملان مهمان لأي فريق يبحث عن الاستمرارية في تحقيق البطولات، يضاف إلى ذلك أن الوضع المادي للنادي ليس بالسيء في ظل الدعم المادي الذي يجده من جيل جديد من أعضاء الشرف، كل ما يحتاجه الأزرق هو استمرارية الروح والرغبة لدى اللاعبين في تحقيق المزيد من البطولات. الملفت في فريقين كبيرين مثل الهلال والأهلي أن قواهما الفنية تتركز بشكل كبير في اللاعبين الأجانب، إذ أن الحسم دائما ما يأتي عن طريقهم، وأصبح دور اللاعب السعودي مكملا بعد أن كان أساسيا في أعوام سابقة، وهذا يعني أن عدم المحافظة على الأجانب سيفكك قوى الفريقين، فلنا أن نتخيل الهلال من دون ادواردو وخربين، والأهلي من دون السومة وفيتفا، أعتقد أن كلا الفريقين سيفتقد 50% من قوته، وهذا ليس تقليلا من العملاقين، لكنها كرة القدم هكذا، فلنا أن نتخيل ريال مدريد من دون كريستيانو وبرشلونة من دون ميسي، كما أعتقد أن وجود أجانب مميزين تعتبر ميزة للنادي الذي جلبهم وليس العكس. توقعي الشخصي ان حسم النهائي سيكون مرهونا بأقدام الأجانب وحضورهم وتوفيقهم، والشرط الأخير مهم جدا في مثل هذه المواجهات، فكم عارضة أضاعت بطولة وكم جزائية قتلت أمال الملايين، وكم حكم نحر جهد موسم كامل؟. إنها كرة القدم لا تخضع إلا لمن يخدمها، ولمن يبتسم له الحظ في التسعين دقيقة، لا تعترف بمعادلات حسابية، ولا معاملات ورقية، إنها 90 دقيقة من الركض، والفن والمهارة والحظ!