نورسةُ تاريخ.. وحكاية سيرة.. ونجمة بحرٍ لقّن أمواجه الغناء.. د. سعاد الصباح كثيرة حدّ التخمة حين تستعرض وجودها فينا.. فهي نجمة حياة وأنثى قصيدة معاً.. دخلت مدرسة "نزار قباني" الورطة.. لكنها خرجت منها نجمة في سماء ملوّنة عصافيرها. أقامت علاقة مدهشة بين الشعر والاقتصاد.. بين تنمية القصيدة وتنمية الإنسان فيها. قال أجدادنا يوماً "لا يجمع الله بين الشعر والمال".. والمال عند سعاد الصباح أكثر من النفط وأقل من القصيدة.. عن سيرتها في الببليوجرافيا.. شاعرة حياة، وحياة شاعرة معاً.. فقد حملت رسالة الدكتوراه لها عنوان "التخطيط والتنمية في الاقتصاد الكويتي ودور المرأة" في عام 1981م وهو بعدٌ تخطيطي قد لايحتمله الشعر كما يبدو لنا، لكنه جاء متزامناً تقريباً مع تأسيسها ل "دار سعاد للنشر والتوزيع" في عام 1985م، وهي مفارقة مدهشة يقف عندها الباحث إيماناً بقدراتها الفائقة على مواجهة الحياة بالقصيدة والقصيدة بالحياة.. بزغت كنجمة في سماء الشعر منذ نعومة شجونها المهمومة بالمرأة، إذ تعود أولى إصداراتها الشعرية إلى العام 1961م حيث مجموعتها الشعرية الأولى "ومضات باكرة" وكانت حينها في سنّ القمر في صحراء خليجنا.. ثم تبعتها بسلسة طويلة من الإصدارات الشعرية جاءت كالتالي: "من عمري 1964م- منية 1971م- إليك ياولدي 1982م- فتافيت امرأة 1986م- في البدء كانت الأنثى 1988- حوار الورد والبنادق 1989- برقيات عاجلة إلى وطني 1990م- آخر السيوف 1991م- قصائد حب 1992- امرأة بلا سواحل 1994م- خذني إلى حدود الشمس 1997م- القصيدة أنثى والأنثى قصيدة 1999م- والورود تعرف الغضب 2005م- رسائل من الزمن الجميل 2006م- كلمات خارج حدود الزمن 2008م- الشعر والنثر لك وحدك 2016م". غنّت لها ماجدة الرومي.. قصيدة "كن صديقي" فلم نعرف أيهما كان الأجمل الصوت الأنثوي لماجدة أم قصيدة الأنثى لسعاد. سعاد الصباح مهمومة في المرأة فيها كشاعرة.. وعاملة لها كفاعلة.. هي نجمة الكويت حين يبقى الكويت فينا أجمل سماواتنا التي تحتضن النجوم.. سعاد الصباح.. غزالة البحر، وسمكة الصحراء معاً..! إبراهيم الوافي