لو نسير مجددا على خط الزمن المتعلق بحملات المرور المختلفة حول العالم نجد أن أهم ركائزها إما التحذير من السرعة أو التحذير من استخدام الهاتف أثناء القيادة، بل توسعت وتشعبت الحملات المرورية لتشمل كل تفاصيل استخدام الهاتف وطرق استخدامه، فكانت الحملات سابقا تحذر السائقين من أخذ مكالمات أثناء القيادة، وفي المقابل وفرت السيارات خدمة البلوتوث للتحدث عبر مكبر الصوت بدلاً من الانشغال بالهاتف، ثم حذرت من الانشغال بالرسائل القصيرة لأن الوقت الذي تستغرقه في كتابة الرسالة قد يكون آخر لحظات حياتك. تطورت التقنية وتشعبت وتطورت وسائلها وتمرد قائدو المركبات في استخدامها أثناء القيادة، كذلك مازالت الحملات المرورية مستمرة للحد قدر الإمكان من هذا الاستخدام لكن بلا جدوى، فإحصائيات الحوادث بسبب استخدام الهاتف أثناء القيادة مع الأسف في ازدياد حاد، ولذة استخدام التقنية لا تقاوم بكل الأوقات. استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بالتأكيد يعزز من حدوث الحوادث لأنها من أبرز الملهيات، فإذا كانت الإحصائيات كبيرة ومزعجة في استخدام المكالمات والرسائل النصية، كيف هو الحال مع وجود كل هذه الشبكات التي تتنوع خصائصها ما بين رسائل فورية وتسجيل صوت وتسجيل فيديو، وكل هذه الخصائص تتطلب من المستخدم التركيز ولو لثوانٍ معدودة لجعل رسالته على الأقل مفهومة. أوضحت دراسة نشرها موقع القانوني ورئيس شركة للتأمين كوهين جيف أن الحوادث بسبب استخدام الهاتف أثناء القيادة تكون بسبب 38% سناب تشات. 20% انستقرام. 17% تويتر. 12% فيسبوك. 12% يوتيوب، وأعتقد ذلك بسبب أن أغلب شبكات التواصل الاجتماعي تتيح لك خاصية استعراض الرسالة في الهاتف بشكل مباشر، فبمجرد نظرة سريعة لهاتفك أثناء القيادة تعرف من المرسل وجزءاً من محتوى الرسالة، واتس اب مثلا تستطيع أن تعرف جزءاً من محتوى الرسالة والمرسل من النظر السريع لهاتفك، كذلك تويتر. لكن شبكة سناب تشات هي الشبكة الوحيدة التي دائما ما تحفزك لفتح الرسالة لكي تشاهد المحتوى وإذا شاهدته يجب أن تركز لأن المحتوى سيتلاشى بعد مده أقصاها 10 ثوانٍ، فتركيزك لمده ثانيتين فقط أثناء القيادة كفيله بحدوث كارثة بشرية في نفسك، وفي الآخرين. سناب تشات بما فيها من خصائص مميزة وفريدة من نوعها تميزها عن باقي الشبكات إلا أنها المتهم الأول في حوادث السيارات في الوقت الراهن، بل حتى الشركة نفسها أدركت ذلك ولاحظت كثرة رفع القضايا ضدها وأضافت جملة (الرجاء عدم استخدام سناب تشات أثناء القيادة) لتبرئة نفسها، فالملهيات في هذه الشبكة كثيرة وتحتاج منك لتركيز بسبب فورية الرسائل ومقاطع الفيديو، بالإضافة إلا الرسوم الإضافية على الوجوه المتنوعة، كثرة وتنوع الخيارات دائما يعني أن العقل يحتاج لوقت أطول لاتخاذ القرار. سناب تشات من الشبكات التي فيها الجانب الترفيهي عالي جدا، فهي لا تستخدم في عمل أو مهمات رسمية إلا في نطاق ضيق جدا ونادر، فكل شيء بعد ذلك مؤجل وغير آني، فلا شيء يحثنا على استخدام الشبكة أثناء القيادة وأخذ جزء من تركيزنا بل أحيانا كل تركيزنا، الشبكة مميزة بثوانيها المحدودة ورسائلها الفورية، لكن كذلك استخدامنا لها أثناء القائدة يجعل حياتنا على بعد ثوانٍ محدودة!. ماجد عبدالله الجريوي