عبدالله بن عبدالعزيز الشريف "مركز الحاير"، يتمتع بجمال آسر فقد شاهدت فيه ما لم أشاهده في غيره. قبل عام ونصف -تقريباً- افتتح طريق (الحاير - حوطة بني تميم)، وبدأت باستخدام الطريق في ذهابي إلى قريتي "المفيجر" والعودة منها، وأصبحت أعبر إلى الطريق الجديد من خلال الأحياء السكنية في مركز الحاير، وفي كل مرة أحاول تغيير مساري داخل الأحياء لأرى مزيداً من تلك المناظر الجميلة والفريدة. وبالرغم من أنني سافرت كثيراً بالسيارة داخل المملكة وخارجها إلا أنني رأيت في الحاير ما لم أره في غيره، فقد تفرَّد مركز الحاير بمناظر خلابة جمعت بين خِصال كثيرة تبعث على التفاؤل والاعتزاز، وتشعرك بالأمان، والرخاء، والكرم والمحبة، وقل ماشئت من خِصال جميلة، إنها مناظر أبواب الكرم المفتوحة على مصراعيها في مركز الحاير، ولسان حالهم قول الشاعر: أمل الوجار وخلو الباب مفتوح .. خوف المسير يستحي ما ينادي لقد تجسد بيت الشِعر هذا واقعاً في بيوت الحاير، فمعظم البيوت تظل طوال اليوم مفتوحة الأبواب، فيرى العابر مجالس الضيافة والضيوف وهي تكاد تنطق ترحيباً بالجميع. نعم قد تشاهد مجالس الكرم في شتى مناطق المملكة، ولكن لا أعتقد أنه موجود بغير الحاير بهذا الكم. لذا أقول: الحاير اللي هواه الطيب والجود .. مجالسه تسعد الأرواح مضويه في شبة النار وريح الهيل والعود.. مناظر تسعد ضيوفه وطرقيه هذا الموضوع جعلني أبحث في تاريخ الحاير، وعن سبب تسميته، لأجد ياقوت الحموي في معجم البلدان يقول: (سُمي الحاير لأن الماء يحير فيرجع من أقصاه إلى أدناه). ولعلي أستدرك قول الحموي فأقول: (الحاير اليوم يحير فيه الكرم من أقصاه إلى أدناه). وعلى الرغم من ذلك كله إلا أنه آلمني إهمال بعض الجهات للخدمات المقدمة لهذا المركز؛ ورأيت ذلك واضحاً في الطريق الرئيسي الذي يربط الحاير بالعاصمة الرياض بالرغم من أن الحاير الآن أصبح إحدى أهم بوابات الرياض! لذا أتمنى من وزارة النقل، وأمانة مدينة الرياض تكريم هؤلاء الكرام وتقديرهم بالمزيد من الاهتمام. شكراً أهالي الحاير، وأسأل الله أن يزيدكم من فضله، وأن يسعدكم كما أسعدتمونا في ذهابنا وإيابنا.