بقراءة سريعة لردود الأفعال على الأوامر الملكية التي صدرت السبت يظهر جلياً حجم التفاؤل الذي يسود الشارع السعودي بمستقبل الوطن، وثقته في القدرات البشرية التي يمتلكها في مختلف التخصصات. هذا التفاؤل لم يكن وليد اللحظة بل نتاج تراكم لما لمسه المواطن من حرص القيادة على حاضره ومستقبله، فرغم الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط والعالم بشكل عام إلا أن عجلة العمل والإنجاز لم تتوقف لحظة واحدة في بلادنا، ولم ندخل يوماً في حسابات التنازل عن رسم مستقبلنا لدفع فاتورة آنية نتفادى بها وضعاً سياسياً أو اقتصادياً يعاني منه العالم. خادم الحرمين الذي أصدر حزمة من الأوامر شملت أموراً تختص بالوطن والمواطن إضافة إلى تعيينات على مستوى أمراء المناطق ونوابهم، وكذلك وزراء وسفراء ومسؤولين في عدد من الجهات أكد أن هذه القرارات تأتي انطلاقاً من الحرص على استمرار مسيرة التنمية والتطوير التي دأبت عليها هذه البلاد منذ تأسيسها على يدي الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-. هذه الأوامر السامية تأتي في إطار تحول كبير تتوجه رؤية 2030، والتي تمثل جملة من الخطط الإستراتيجية التي تعتبر الأهم في تاريخ الدولة السعودية الثالثة، وتشمل جميع أجهزة الدولة، وتحظى بدعم شعبي كبير، يرى السعوديون أن بلادهم تسير بخطى ثابتة نحو المستقبل الذي رسمت أُطره هذه الرؤية والتي تراهن على أبناء وبنات المملكة وقدرتهم على الإنتاج وصناعة التغيير، وعلى التخطيط للمستقبل من الحاضر، فبلادنا ولله الحمد والمنة لديها من القدرات والإمكانات البشرية والطبيعية ما يؤهلها أن تسير بخطوات واثقة متمكنة باتجاه التنمية المستدامة، وهذا ما نسعى نحوه جميعاً.