تشهد بعض المدن حملات نظافة في الشوارع والمقابر والمدارس والمساجد أطلقت من قبل جماعات تطوعية تهدف من ذلك جعل جميع المواقع نظيفة، ويتم ذلك بالتعاون مع جهات رسمية ذات الاختصاص، وبالطبع النظافة هي حصيلة سلوك حضاري، ومؤشر لتطور مستوى الذوق والوعي، فما هي أهداف الحملات؟، وهل حققت أهدافها؟، وإلى أي مدى ستصل تلك الحملات؟، وكيف وجدوا تعاون الأهالي؟، وأيضاً كيف وجدوا تعاون الجهات ذات الاختصاص؟، وهل ستتواصل هذه الحملات إلى مدى بعيد؟، وماذا ينبغي من الأهالي حيال تلك الحملات وكذلك الجهات الرسمية؟. إماطة الأذى وقال علي بوخمسين -صاحب مبادرة بيئتنا نظيفة-: من الواضح أن أهداف الحملات التطوعية تنطلق من قول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: "بضع وستون شعبة أعلاها قول لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق"، فمن هنا تنطلق الحملات التطوعية لنشر التوعية بين أفراد المجتمع بأهمية الجمال، وللمحافظة على المظهر العام لوطننا الحبيب كي يزدان جمالاً وتألقا، وبالتالي هذه النظافة في البيئة تنعكس إيجاباً على صحتنا ومستقبل أجيالنا، مضيفاً أنه بكل تأكيد هذه الحملات التطوعية المباركة حققت أهدافها المرجوة ولكن للأسف مداها يكون وقتي أو لفئة معينة وهي التي حضرت الفعالية أو شاهدتها عبر وسائل الإعلام المختلف وعلى مدى تأثره وتفاعله معها، لهذا السبب نحن بحاجة إلى الاستمرار في مثل هذه الحملات التطوعية والتنوع في الطرح والفعاليات واختيار الأماكن المميزة التي تعطي صدى أكبر وأفضل، مبيناً أنه يتم استهداف الأماكن العامة والمشهورة في الأحساء حيث أنها تشهد جمهوراً كبيراً وحجم المشكلة بها كبير من التشوه البصري الذي طرأ عليها من جراء سوء تصرف البعض برمي مخلفاتهم أو تركها بعد تنزههم وهذا شوّه جمال واحة الأحساء الطبيعي. تطوير الحملات وأوضح بوخمسين أن فريق واحتنا جميلة يسعى جاهداً أن يطور الحملات التطوعية من حملة بسيطة إلى مهرجانات كبيرة كي تعطي بُعداً إعلامياً وتوعوياً كبيرين وتستمر بها التوعية، بحيث تصل إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور، ليتمكنوا من المشاركة والتفاعل والاستفادة، مضيفاً أن لدينا هدف بتغطية كافة معالم الأحساء برعاية الجهات الحكومية ذات الشأن والتخصص وبالشراكة مع المجتمع كي نشمل كل فقرات المجتمع الواحد والتي أنا أسميها الستة دوائر وهي الجهات الحكومية، الجهات التجارية، الجهات الإعلامية، الوجهاء والشخصيات، المؤسسات الاجتماعية، الأهالي والمتطوعون، والحمد لله وجدنا تعاون الأهالي من المواطنين دائماً يكون كبير وتفاعلهم مع حملاتنا راقي جداً كون أنهم يشعرون ويرون حجم المشكلة التي تحصل من جراء سوء تصرف البعض، فنجد الكثير من المتنزهين يشاركوننا الحملة بكل جد ونشاط والبعض يثني ويبارك هذه الحملات، والأجمل نجد البعض يستمر هو وأطفاله بالتنظيف حتى بعد انتهاءنا من الحملة، وفي الجانب الآخر تعاون الجهات الحكومية أو جهات الاختصاص عال جداً حيث أنهم يرحبون بأن يكونوا رعاة حكوميين ورسميين من أعلى هرم هذه الدوائر الحكومية لأصغرها تجدهم يتفاوتون في التعاون وتقديم الخدمات لنا، وأكثر من مرة يبلغوننا بأنهم يرحبون بأفكار الجميع التي تخدم الوطن والمواطن، فيسهلون علينا إصدار التراخيص الرسمية ويمدوننا بالتجهيزات والأدوات والعمالة اللازمة. زيادة الوعي وأكد جعفر السلطان -أحد مشرفي حملات النظافة- على أن الهدف الأساسي من هذه الحملات هو زيادة مستوى الوعي بأهمية النظافة بصورة عامة ونظافة البيئية التي ننتمي إليها وأثر ذلك في الوقاية من كثير من الأمراض، إضافةً إلى الجانب الجمالي والأثر النفسي لذلك على أفراد المجتمع بجميع فئاته وقال: بالنسبة للأهداف تحقق منها القليل ولا زال الكثير منها ينتظر الإنجاز وأهمها الرسائل المتعلقة بتحول النظافة إلى سلوك عام لجميع شرائح المجتمع، وحقيقة أنه من المفيد أن تستمر هذه الحملات وتدعم من الجميع أفراد المجتمع ومؤسساته الحكومية والأهلية حتى تتحقق الغاية منها وأهمها أن تصبح النظافة سلوكاً اعتيادياً عند الجميع، ويشجع تعاون الأهالي في الدعم المادي والمعنوي والانخراط في لجانها المختلفة كمتطوعين لهو دلالة على قبول المجتمع لها وارتفاع مستوى الوعي بأهميته عند الجميع، مضيفاً أن تعاون الجهات ذات العلاقة أحد أهم أسباب ديمومتها وتزايدها وهو أمر لا شك ذو إيجابية كبيرة لنجاحها، وأظن أن بقاء هذه الحملات واستمرارها يرجع لمدى تفاعل المجتمع ودعمه لها؛ لأنه بالأساس هو الذي تسعى له هذه الحملات من جانب رفع مستوى الوعي بأهمية النظافة لديه ومتى تحقق ذلك قد تقل أهمية هذه الحملات لكن ليس إلى درجة الاستغناء عنها بشكل نهائي حيث تظل الحاجة لها بين وقت وآخر لو من باب التذكير وتوعية الأجيال الجديدة بأهمية النظافة. وذكر أن أهم طرق دعم وتشجيع تلك الحملات ونجاحها من جانب الأهالي يكون في عدة جوانب من أهمها التفاعل المباشر مع هدفها الأساس وهو التوعية بأهمية النظافة وأيضاً الانخراط فيها كمتطوعين وداعمين مادياً ومعنوياً وتشجيع أفراد الأسر بالتفاعل معها، مبيناً عدة طرق لدعم الحملات منها: رعاية المتطوعين ومتابعة أعمال تلك الحملات بعد انتهائها وإبراز تلك الحملات بكل الطرق والوسائل، وكذلك تفريغ المتطوعين لعمل محاضرات وندوات خاصة في المدارس والدوائر الحكومية والقطاع الخاص. مقتنيات البيئة وتحدثت زينب حجي العاب -قائدة حملة تنظيف جبل الشعبة بالأحساء- قائلةً: إن الهدف الرئيسي ليس هو التنظيف بل هو غرس الوعي بأهمية النظافة وجعلها سلوك تلقائي في الشخصية وإدراك أن دور الفرد في هذا الجانب هو الفيصل في رقي المجتمع والحفاظ على مقتنياته البيئية والحضارية، مضيفةً أن الحملة بالطبع حققت أهدافها، ولاشك أن هدف كهذا الهدف ليس من السهل تحقيقه خلال زمن قصير ومن خلال عمل هنا أو هناك لتحقيقه نحن بحاجة لفترة زمنية نرجو أن لا تطول وجهود متواصلة ومستمرة خلالها وعلى كافة الأصعدة المختلفة، بيد أننا نأمل أن نصل لتحقيق رسالتنا وأن نرى أفراد المجتمع في الغد القريب حريصين كل الحرص على نظافة البيئة، وحقيقة أنه من الفخر فعلاً أن نجد مبادرة استثنائية في تجاوب أفراد المجتمع بكافة أطيافه رجال ونساء وبكل الأعمار ومن كل فئات المجتمع من رجل الدولة المسؤول إلى الأستاذ والمهندس والطبيب وربة الأسرة والطالب وعامة الناس مع تلك الحملات، ولعل أكثر ما يثلج الصدر هو احتضان الجهات الحكومية ذات العلاقة لهذه المبادرات وتشجيعها وتكريم كل الأفراد المشاركة. وعن تواصل هذه الحملات إلى مدى بعيد قالت: أملي كبير وثقتي أكبر أن هذه الحملات ستتواصل وسيكون لها ابتكارات مختلفة وإبداعات كثيرة، بيد أنه على الأهالي أن يدركوا أن الوعي هو المطلوب وأن يغرس هذا الوعي بجمال ونظافة البيئة في نفوس الأطفال من داخل البيت وفي أيامهم الأولى، وعلى الجهات الرسمية الإستمرار في احتضانها لهذه المبادرات وتشجيعها وتكريم القائمين عليها. مشاركة فعالة وأكد عبدالله الياسين -مشرف في حملات النظافة بمدينة العمران بالأحساء- على أن حملات النظافة بدأت منذ سنة ونصف، وقال: دعتني عضو المجلس البلدي معصومة العبدالرضا لاجتماع الأهالي بعد انتهاء عقد مقاول النظافة للعمران الأمر الذي إلى تراكم الأوساخ في انتظار تسليم شركة أخرى للمهمة، مما جعلني أعمل على إقامة حملة نظافة سريعة لتنظيف بلدات العمران، حيث أن عمال الشركة الجديدة لا تعرف الشوارع والطرقات، وبعد إطلاق حملة "العمران نظيفة" والانتهاء منها تم إطلاق حملة أخرى بمسمى "العمران جميلة" على اعتبار أن كل فرد عليه المطالبة بتجميل بلدته وإصلاح وصيانة الإنارات وتوفير براميل للمواقع التي لا تتوفر فيها، وسفلته شوارع ومتابعة الخدمات مع البلدية، مبيناً أن الأهالي لم يكتفوا بالمشاركة في الحملات بل شاركو في حملة تنظيف جبل كنزان الشعبة، بعد أن تلقو اتصالاً من منسقي الحملة، كما هم شاركونا في حملاتنا شاركناهم في حملاتهم، وحملة تنظيف الجبل جاءت المشاركة فيها فعالة بمشاركة أمانة الأحساء والمجلس البلدي وبلدية العيون وجهات أخرى، وكان الهدف من هذه الحملة هو نشر ثقافة النظافة وليس النظافة بحد ذاتها. تعاون إيجابي وقال موسى الشايب -منظم لحملات نظافة بالأحساء-: إن هدف الحملات هو هدف توعوي بالدرجة الأولى وقال: الحملات مع الإصرار والإستمرار ستصل إلى مبتغاها، فالمسألة مسألة وقت لأجل المجتمع يتأقلم ويتكيف، وبصراحة تعاون الأهالي إيجابي، وأيضاً هناك تجاوب سريع وإيجابي من قبل الجهات ذات الإختصاص ويشكرون عليه، وبإذن الله تعالى ستتواصل الحملات في ظل نجاحها ووجود داعمين لها، مضيفاً: ينبغي من الأهالي والجهات الوقوف مع هذه الحملات ودعمها مادياً ومعنوياً وتشجيع الأبناء بالمشاركة في هذه الحملات وتطبيق الأهداف على أرض الواقع. روح التنافس وأوضح فوزي الكاظم -منظم حملة نظافة ببلدة الساباط التابعة للأحساء- أن بث روح التعاون والتكاتف بين أفراد المجتمع هي من أهداف تلك الحملات، وقال: لابد من زرع حب العمل التطوعي وإحساس المجتمع بأهمية الخدمة الإجتماعية، وإشراك المجتمع في نظافة البيئة، كذلك بث روح التنافس بين أفراد المجتمع في خدمة الوطن الغالي، والعمل على زيادة أعداد الفرق التطوعية، مضيفاً أنه تم تحقيق أهداف الحملات من خلال شهادة المسؤولين وغيرهم والذين أكدوا أنها أتت ثمارها، وللإحاطة فأن حملتنا في تنظيف مقبرة الجفر مستمرة، وهذا العام هو الرابع وتميزت بمشاركة أكثر من بلدة، وهذا دليل على نجاحها، وكان تعاون الأهالي بشكل ملحوظ من خلال الحضور المميز وتشجيع الأبناء، وهذه الصورة ستبقى في الذاكرة، ولا أنسى الجهات ذات العلاقة فهي سباقة لهذا العمل لما له من دور في إشراك المجتمع في مثل هذه الحملات. زينب العاب تشرف على حملة النظافة بجبل الشعبة سيدات يشاركن في إحدى حملات النظافة بالأحساء علي بوخمسين جعفر السلطان عبدالله الياسين موسى الشايب فوزي الكاظم