"لا أستطيع تغيير اتجاه الريح، ولكنني أستطيع التحكم بقاربي لأتمكن من الوصول دوماً إلى هدفي!". قد تكون كلمات جيمي دين ملهمة ومتوازنة في الحديث عن التعامل مع التغيرات الحاصلة لكل إنسان ومؤسسة ودولة. مقالة اليوم تستعرض تجارب متنوعة للتعامل مع التغييرات المختلفة.. قبل عشرين عاماً في اليابان كان في حارتي محل كبير متخصص في تأجير أفلام الفيديو الكاسيت، ولا تكاد تجد لك موطئ قدم من الازدحام، إلا أنه وبعد عدة سنوات ومع تقدم التقنية انكمش سوق الكاسيتات القديمة وكانت النتيجة أن ذلك المحل تحول لتأجير أفلام الفيديو بالأقراص الممغنطة وبحجم أكبر من السابق. ولكن وبعد فترة أصبحت تلك التجارة كاسدة فتحول المحل لبيع ألعاب الفيديو والأجهزة الخاصة بها. ولكن ومرة أخرى ومع انتشار ألعاب الفيديو على الجوالات الذكية التي يمكن تحميلها مباشرة لم يعد الوضع الاقتصادي مشجعاً على الاستمرار. ومؤخراً قررت الشركة التحول إلى موقع على الإنترنت متخصص في تحميل ومشاهدة أفلام الفيديو المختلفة باشتراك شهري.. وننتقل إلى جدة في ثمانينيات القرن الماضي حيث كان هنالك محل يديره بعض الإخوة من الشام متخصص في بيع القرطاسية، وبعد فترة ومع كسود السوق أغلقوا ذلك المحل ليفتتحوا مكتباً متخصصاً في التصوير الورقي وطباعة الأبحاث على الحاسب مع مطلع تسعينيات القرن الماضي وبداية انتشار موضة تقديم الأبحاث مطبوعة وقتها. ولكن ومع انتشار أجهزة الحاسب والطابعات في البيوت وتعلم الناس للطباعة بنفسها لم تعد المبيعات كالزمن الذي مضى. وعليه كان القرار الجريء بإغلاق المحل والبدء في استثمار جديد بافتتاح مطعم مشاوي على أحد الشوارع الرئيسية.. وبعيداً عن المشاوي ومواقع تأجير الأفلام ننتقل للحديث عن العملاق التقني شركة "آي بي إم" التي كانت أكبر مصنع لأجهزة الحاسبات في العالم في الثمانينيات، إلا أنه ومع ظهور المنافسين الجدد بأسعار أقل وجودة جيدة ونتيجة لانخفاض المبيعات قررت الشركة بيع قطاع تصنيع الحواسيب لإحدى الشركات الصينية واستثمرت الشركة تلك الموارد المالية لتتغير وتتحول لشركة مختصة في الذكاء الاصطناعي وتقديم الحلول الذكية للمؤسسات والدول. وتعتبر شركة "آي بي إم" الآن من أكثر الشركات العالمية تسجيلاً لبراءات الاختراع.. وباختصار، التغيير هو القانون الثابت. وسر النجاح يتمثّل في التعامل المرن والقدرة على التكيف مع هذه المتغيرات. وكما يقول أبو الإدارة اليابانية ماتسوشيتا كونوسكيه: "تستطيع تسلق الجبل من الغرب ومن الشرق أيضاً، إذا ما غيرت الاتجاه فستنفتح لك الطرق الجديدة".