(باول جوزيف غوبلز) وزير الدعاية السياسية في عهد أدولف هتلر وألمانيا النازية وصاحب الجملة الشهيرة: "أكذب حتى يصدقك الناس"، من قرأ نص الحديث الكامل لرئيس النظام السوري بشار الأسد لوكالة الصحافة الفرنسية لابد وأن يتذكر غوبلز ومقولته الشهيرة، فحديث الأسد من أول حرف فيه إلى آخر حرف مليء بالأكاذيب والادعاءات والمواقف الوطنية الزائفة التي تشعرك بالغثيان وأنت تقرأها كونها مليئة بالحقائق المشوهة والمقلوبة، فذاك الرئيس فاقد الشرعية يتحدث عن مجافاة النوم لعيونه الرئاسية من معاناة الشعب السوري الذي تسبب هو في فقدانه لسبل الحياة لا النوم فقط، فهو يقول في اللقاء "مرة أخرى، معاناة الشعب السوري التي ألمسها عبر التواصل الإنساني بيني وبين كل عائلة سورية، بشكل مباشر أو غير مباشر، هي الأمر الوحيد الذي يمكن أن يحرمني من النوم بين وقت وآخر، لكن ليس التصريحات الغربية ولا تهديداتهم بدعم الإرهابيين"، تخيلوا من يتحدث عن المعاناة الإنسانية في حرب سقط فيها لايقل عن نصف مليون قتيل كان هو السبب المباشر في مقتلهم وتم تشريد الملايين من السوريين داخل سورية وخارجها، هذا غير التغيير الديموغرافي الممنهج للمجتمع السوري. بشار الأسد اتهم الولاياتالمتحدة الأميركية بدعم الإرهاب والمنظمات الإرهابية نافياً أن يكون لدى الجيش السوري أسلحة كيماوية "المؤكد مئة بالمئة هو أننا لا نمتلك مثل تلك الأسلحة، ولا نستطيع، حتى لو كنا نريد، فإننا لا نستطيع، وليست لدينا الوسائل اللازمة لشن مثل ذلك الهجوم، وليست لدينا الإرادة لشنه"، متناسياً مجزرة الغوطة الشرقية في يوم 16 سبتمبر2013، حيث صدر تقرير لجنة التفتيش التابعة للأمم المتحدة الذي أشار إلى أن غاز السارين أطلق بواسطة صواريخ أرض-أرض. وذكر التقرير أن الهجوم حدث في ساعة ضمنت إصابة أو مقتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص لأن درجة الحرارة تنخفض بين الثانية والخامسة صباحاً وهو ما يعني أن الهواء كان يتحرك لأسفل باتجاه الأرض. وفي تعليق على التقرير، قال الأمين العام للأمم المتحدة: "هذه جريمة خطيرة ويجب تقديم المسؤولين عنها للعدالة في أقرب وقت ممكن." وقال إن بشار الأسد "ارتكب كثيراً من الجرائم ضد الإنسانية". وأضاف أن الأسد يجب أن يحاسب على جرائمه. لم نكن نتوقع أن يقول رئيس النظام السوري وأن يبرر عبر الكذب الصريح سوى ما قال، فهو مثل غوبلز يكذب حتى يصل به الأمر أن يصدق ما يقول.