يخالف المستعرب الفلندي جورج أوغست فالين "عبدالمتولي" أراء بعض الباحثين الأوربيين والعرب مؤكدا انحدار أرض جزيرة العرب بكاملها في اتجاه جنوبي أو جنوب - شرق خلافا لما يقال: إن أرض هذه البلاد تزداد ارتفاعا كلما سرنا نحو الجنوب وقال في كتابه: "رحلات فالين إلى جزيرة العرب" إني أعد سورية والصحراء المتاخمة ومهرة أوطانها رغم أن جبال اليمن قد تعلو أكثر من ارتفاع جبل نجد وإني ذهبت في الداخل - إلى الشرق من حاجز الجبال فوجدت الأودية والسيول تنحدر كلها إلى الجنوب أو إلى الشرق - في إشارة منه إلى أن الباحثين بنوا اعتقادهم على انخفاض أرض سورية وارتفاع جبال اليمن. ويستدل فالين كذلك بالمناخ الذي يظهر انحدار بلاد العرب نحو الجنوب الشرقي فالأجزاء الغربية من شبه الجزيرة العربية حسب قوله: مناخها جيد صحي وجميع السكان الذين قابلهم قالوا: إن المدينةالمنورة وجبل شمر والجوف مناطق صحية جدا في حين يشتكى من سوء المناخ في الرياض والمدن الشرقية من نجد وتتفشى الحميات أكثر أ يام السنة في ساحل الخليج العربي وبحسب المؤلفين العرب يعتبر جو يبرين جوا ممرضا والناس تنفر من المستنقعات في البصرة والأهواز في العراق ولا يقتربون منها لشدة الحرارة والرطوبة فيها, ويصح قول هذا إلى حد في سواحل البحر الأحمر, فمناخ جدة مثلا وحتى مكة يعد غير صحي بالنسبة لمناخ المناطق المرتفعة في داخل البلاد إلا إنه في السواحل المذكورة في الأجزاء الشمالية خاصة أحسن كثيرا منه في سواحل الخليج العربي فهو صحي والأمراض فيها قليلة نسبيا. ثم يذكر فالين: أن السكان بفطرتهم وبخبرتهم يملكون ذلك الإحساس عن انحدار بلادهم نحو الجنوب أو الجنوب الشرقي ويعبرون عنها بقول المقيمين في جبال شمر على سبيل المثال: إنهم يصعدون إلى المدينة وينزلون إلى ديار بن سعود في الرياض وإلى البصرةوالعراق, ثم يذهب إلى أن النجديون يحملون اعتقادا قديما أن الريح من القوى الطبيعية التي ساهمت في طور من الأطوار المختلفة, بإحداث بعض التبديل والتعديل ويقولون: إن الله تعالى أمر بإعصار عظيم شمالي طال مدة بعيدة عصف بالأرض وبما فيها من رمال كثيرة فأمالها إلى الجنوب انتهى كلام الفلندي فالين الذي يؤيده الكثير من أهالي المنطقة فإلى عهد قريب كان سائدا في منطقة نجد مقولة: سندنا أو "نبي نسنّد" للمسافر نحو الغرب وعكسها انحدرنا للمتجه للشرق وعبر عن ذلك الكثير من الشعراء ومنهم الشاعر المعروف زيد بن غيام في قصيدة كان يتتبع بها البرق في مسيره المعتاد من الغرب الى الشرق في قوله: انا هاضني مزنٍ "تحدر" علي الصمان يقولون راعه قلت يالربع بالي له "تحدر" اخشوم المزن يشدي حصى حوران حنين الرعد ومعقرب البرق يوضيله تمثنا النفود وصار سيله علي ساقان علي ضليع مارق ضافياتن هما ليله تعاوي الحتايف لين تصفق علي الجيان وجغبقا أمتلت واصليبها كنه النيلة تملت خباري الصلب وين انت يالعطشان ثمان الخباري تاسعتهن اكحيليله وانا فز قلبي يوم قالوا علي السوبان مثاني المعارج سيلتها هماليله تحدر شعيب اسدير سيله كما الزيران تفيّض علي ام احجول وخرّج علي ميله تمرجح علي اليمنا علي عقله الدوشان نقرها الشمال ونوها طايلن طيله رعوبه هل البوش العفر لايحة وطبان يجي للطياح ويتبعونه مخاليله مداهيل علوى لابة الشيخ ابن سلطان زبون الحصان اليا تباعد زماميله وشد العميل وشلعو طرف الفرقان يبا الصلب الادنى قبل تكثر نزازبله الا واهني من واق مع كمعة القيوان يشوف الرجوم وشمخ القوم تزميلة وفي قصيدة أخرى تنسب لبصري الوضيحي عند ما شعر بوجود أحد أقارب محبوبته في المجلس الذي كان يغني فيه قصيدته على الربابة توههم بين قرية طابة التابعة لمنطقة حائل شمالا والأسياح جنوبا في قوله: البارحه يوم المخاليق بمراح سريت للي كاللوالو اعذابه قالت تنزح لارهج النزل بصياح ما ني من اللي بالردى ينهقا به قمت اتمطرح له واديره بالامزاح لان الحبيب وقام يضحك بنابه ورقدت بالثوب الحمر زين الارياح رقدت لين الصبح عمد سرابه حتى قال: لين ازهمتني ياولد جتك الاصباح واياك وايا سدنا يندرى به قلت آمني يا عين خشفٍ الى انباح ثم آمني يا عين خشف الزرابه ماني ولد خبلٍ على السد بياح اللي ليا قفا عشيره حكا به علمي بهم ياخليف يوم المطر طاح واليوم عشب الوسم كلٍ رعى به ما ادري مع اللي "حدروا" يم الاسياح والا مع اللي "سندوا" يم طابه أوغست «عبدالمتولي» بالزي العربي