عدم وعي المستهلكين للأجهزة الإلكترونية عن كيفية ترشيد الاستهلاك وكيفية التعامل معها والتخلص منها، أدى إلى البحث عن حلول جذرية للنفايات الإلكترونية إما بالتدوير والاستفادة منها اقتصاديا أو معالجتها والتخلص منها بطريقة لا تترك آثارا صحية وبيئية مدمرة حيث إن النفايات الإلكترونية تحتوي على حاويات بلاستيكية مليئة بالأحبار الملونة والسوداء، وتتكون هذه الأحبار من أخطر العناصر وهو الكربون المسبب الرئيسي لأمراض الجهاز التنفسي والسرطان. وبعد الاطلاع على عدة دراسات وبحوث وإحصاءات عن حجم سوق الإجهزة الإلكترونية في المملكة وما تؤول إليه بعد الاستخدام من تحولها إلى مخلفات إلكترونية ضارة ومدمرة للبيئة. كان ذلك هو الباعث الأساسي لإنشاء مبادرة ارتقاء والتي أصبحت جمعية رسمية مسجلة لدى وزارة العمل والتنمية الاجتماعية والتي تقوم بتقديم خدمة اجتماعية احترافية مستدامه تدعم برامج الرقي العلمي وحماية البيئة عبر إعادة تأهيل أجهزة الحاسب الآلي المستخدمة وتوزيعها على الجهات الاجتماعية والتعليمية بالمملكة. وذكر الدكتور صالح القوم أن الجمعية اتخذت أهدافا منسجمة مع تطلعاتها تبينت في الحاجة الماسة لإيجاد آلية تحقق هدف استثمار هذه الأجهزة بعد الاستخدام بما يعود بالنفع على المجتمع من خلال إعادة تأهيلها، بالإضافة إلى إعادة تدوير الأجهزة التالفة منها بطريقة احترافية وآمنة تلافيا للخطر البيئي الجسيم. لما تحتويه من مواد سامة تتراكم لتكون رواسب خطيرة تهدد صحة الإنسان. إن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 تعد نقلة نوعية وتاريخية ونافذة جديدة في رقي الوطن وتعزيز مكانته التنموية والاقتصادية. وأشارت الإحصاءات إلى أن: * مقدار ما يتم شراؤه من الأجهزة في المملكة يتجاوز ال 2 مليون جهاز سنويا. * متوسط أعمار هذه الأجهزة لا يتجاوز ال 3-4 سنوات. * تشكل أجهزة الحاسب التي يتم التخلص منها نسبة كبيرة من النفايات الإلكترونية بالمملكة والتي تصل إلى 3 ملايين طن. (حسب إحصائية لعام 2010) * تسبب هذه النفايات أضرارا بيئية وصحية كبيرة وذلك نظرا للمواد السامة الداخلية في تركيبها. وقد أقامت الجمعية العديد من الحملات التوعوية والشراكات الإستراتيجية في كافة الجوانب، وهي بذلك تؤكد أن التعليم الرقمي هو التعليم الذي يحقق فورية الاتصال بين الفرد والمجتمع إلكترونيا من خلال استخدام الحاسبات وبرامجها، ولا يتم ذلك إلا بتوفير الحاسبات الآلية، حيث تم استثمار الأجهزة المؤهلة في العديد من البرامج بالشراكة مع جهات خيرية واجتماعية وتعليمية. وأوضح مدير علاقات المانحين المهندس صالح باظفر "نهدف في ارتقاء إلى الحد من التلوث الناجم عن إتلاف الحاسبات الآلية المستخدمة، وإعادة تأهيلها بكافة مراحلها الآمنة والموثوقة، لنشر العلم ومساعدة المحتاجين في الحصول على فرصة التعلم الرقمي من جهة. وحماية البيئة عبر الحد من إتلاف الأجهزة القديمة والاستفادة. وحققت ارتقاء نجاحات متتالية حيث تنوعت الخدمات التي تقدمها، فاشتملت على: * جمع أجهزة الحاسب الآلي المستخدمة من الأفراد ومختلف الجهات الخاصة والحكومية. * إعادة تأهيل الأجهزة باستخدام طاقم فني متخصص. * إعادة تدوير القطع التالفة بالشراكة مع مختلف الجمعيات الخيرية والمراكز الاجتماعية: * تجهيز مراكز تعليمية للمحتاجين من جميع الفئات (الأيتام، الأسر المحتاجة، ذوو الاحتياجات الخاصة) * تسهيل امتلاك المستفيدين لأجهزة الحاسب والتي تساهم في تطوير قدراتهم العلمية والعملية. * تعزيز الإمكانات والقدرات التقنية لدى الجهات الخيرية والاجتماعية الناشئة. وتهتم ارتقاء بتنمية الفرد وتطوير المجموعة. وتعتمد على استثمار الموارد الاقتصادية والطاقة البشرية الموجودة وتحفيزها على العمل والبناء وتعمل على ربط الفئة المحتاجه بالمجتمع عبر إنشاء وتنفيذ معامل الحاسب الآلي مجانا، بالإضافة إلى دعم برامج الرقي العلمي والفكري، وهي: * نادي أتعلم فأرتقي: هو نادٍ تفاعلي لتقنية المعلومات يتم استحداثه في المدارس الابتدائية بالشراكة مع وزارة التعليم لتدريب الطلاب على أساسيات البرمجة، باستخدام برنامجين من مختبرات معهد ماساتشوستس للتقنية ومنظمة cod.org التعليمية. * نادي التقنية بخطوات سهلة: انطلاقا من إستراتيجية التكامل الاجتماعي، تم إنشاء نادي التقنية بخطوات سهلة بالشراكة مع مركز جنى لرعاية الأسر المنتجة وشركة إنتل العالمية. والذي يهدف إلى توظيف تقنيات الحاسب الآلي في إدارة وتطوير المشروعات الصغيرة للأسر المنتجة، وقد بلغ عدد المستفيدات من البرنامج حتى الآن أكثر من 300 سيدة عاملة * الشراكة مع البريد السعودي: * في خطوة لتعزيز الخدمات المقدمة من قبل ارتقاء، وللوصول إلى أفراد المجتمع والشركات بجميع مناطق المملكة. وقعت ارتقاء اتفاقية شراكة تعاونية مع البريد السعودي، والتي ساهمت في انتشارها من خلال استقبال أجهزة الأفراد والشركات في 15 مدينة حول المملكة، مما كان له الأثر في زيادة التبرعات بالأجهزة لتحقيق الأهداف المنشودة للجمعية * برنامج التطوع: * يكمن هدف العمل التطوعي في خدمة المجتمع وهو مستوحى من الإيمان بأن العمل التطوعي يمثل وسيلة مؤثرة في تعميق روح المواطنة وترسيخ قيمها، وتطوير قدرات المتطوعين في التعامل مع الجمهور وخوض تجارب جديدة بالإضافة إلى قضاء وقت الفراغ في العمل الخيري وخدمة المجتمع بالإضافة إلى إسعاد المستفيد وتحمل المسؤولية والعمل بروح الفريق الواحد. وعملت ارتقاء على عقد شراكات مع كليات تقنية لتشجيع الطلاب على العمل التطوعي وزيادة خبراتهم العلمية من خلال مساهمتهم في إعادة التأهيل تحت إشراف فنين مختصين، بالإضافة إلى فتح مجال التطوع في تأهيل الأجهزة لجميع الأفراد المهتمين وذلك لكسب الخبرة والثقافة التقنية العامة، فضلا عن مجالات التطوع التثقيفية. تدوير الأجهزة التالفة يقلل الخطر البيئي