أ.د. عبد العزيز بن سعد العامر لا تزال كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله - التي جاد بها في الحفل الختامي لتكريم الفائزين بمسابقة حفظ القرآن الكريم برعايته الكريمة للبنين والبنات عام 1431ه - محفورة في ذاكرتنا، "إن من أجل النعم على أمة الإسلام نعمة القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين، فكلما تمسكنا بهديه في جميع شؤوننا كانت لنا العزة والمنعة وكلما ابتعدنا عنه أصابتنا الذلة والتفرقة عائذين بالله من ذلك ". واليوم تفخر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حين تفضل - أيده الله - بقبول شهادة الدكتوراه الفخرية التي منحتها مقامه الكريم، في مجال "خدمة القرآن الكريم وعلومه"، تقديراً لجهوده وعنايته واهتمامه بكتاب الله تعلماً وتعليماً وحفظاً وتلاوة في داخل المملكة وخارجها، فما كان ذلك إلا وساما على صدر كل أبناء الجامعة من مسؤولين وأعضاء هيئة تدريس وموظفين وطلاب وطالبات، ودعماً ودافعاً للجامعة نحو مزيد من تأدية الأمانة والمسؤولية بقيادة معالي المدير عضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور الشيخ سليمان بن عبدالله أبا الخيل. وقد تسابقت الجامعات العريقة في العالم إلى أن تحظى بشرف منحه شهادات الدكتوراه الفخرية، فقبل شهر شرفت الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، بمنح مقامه الكريم درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية (خدمة الإسلام والوسطية)، وجائزة الإنجاز الفريد المتميز في خدمة الإسلام والأمة، تقديراً لدوره في خدمة الإسلام والمسلمين، كما منحته جامعة "مالايا" الماليزية درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب، تقديراً لجهوده وإسهاماته في خدمة العلم. كما شرفت جامعة القاهرة أيضاً بمنح الدكتوراه الفخرية لمقام خادم الحرمين الشريفين خلال زيارته لمصر، ومن قبلها منحته جامعة (واسيدا) إحدى أعرق الجامعات اليابانية شهادة الدكتوراه الفخرية في الحقوق. لكن الحديث تحديداً عما نعرفه بشأن إسهامات الملك سلمان في خدمة القرآن وعلومه، ربما يحتاج مؤلفا كاملا، نظرا لغزارة التفاصيل، بداية من دوره في إنشاء الكليات والأقسام المتخصصة في تعلم القرآن وعلومه، مرورا بالمؤتمرات التي رعاها - أيده الله -، والنهضة التي حققها في تحفيظ القرآن وتعلمه، وصولا لإطلاقه المسابقات المحلية والإقليمية والعربية والإسلامية والدولية والحوافز والجوائز المشجعة التي يدعمها. ولعلنا نستشهد ببعضها. جائزة الملك سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره للبنين والبنات، التي انطلقت بمبادرته - حفظه الله - وعلى نفقته الخاصة. تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، فأصبحت علامة مضيئة في جبين المملكة بأسرها، من خلال إسهامها في انتشار جمعيات ومدارس القرآن الكريم وإحياء روح المنافسة مما أثمر لارتفاع عدد الحفظة في جميع أنحاء المملكة، والإسهام في ربط الأمة بالقرآن الكريم مصدر عزها في الدنيا ورفعتها في الآخرة. إضافة للدعم الذي قدمه - أيده الله - عبر سنوات طويلة لجميع أنشطة وفعاليات وبرامج جمعية "خيركم" في جدة والتي تعد إحدى قلاع تحفيظ القرآن الكريم، وهو ما أهلها للفوز بجائزة أفضل جمعية لخدمة القرآن الكريم على مستوى العالم. وقد تبرع - حفظه الله - بمبلغ 6 ملايين ريال لمشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز لتعليم القرآن "عن بعد"، وكذلك رعايته - رعاه الله - فعاليات مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم التي تقام بين جنبات المسجد الحرام، وذلك في إطار الدعم غير المحدود الذي يوليه مقامه الكريم لكل الفعاليات القرآنية محليا ودوليا، انطلاقا من استشعاره بواجبه تجاه حمل رسالة الإسلام. هذه الجهود وغيرها الكثير كانت سببا في اختيار الهيئة العالمية لخدمة القرآن الكريم بالمملكة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - شخصية العام لخدمة القرآن الكريم نظير جهوده واهتمامه بكتاب الله وعنايته وحفظه، وذلك عام 2015م، وهي الجائزة التي تهدف لدعم المهتمين بالقرآن وعلومه في مختلف أنحاء العالم الإسلامي. وكذلك حصوله - أيده الله - على جائزة "الملك فيصل" العالمية لخدمة الإسلام للعام 2017م، في دورتها ال 39 لهذا العام. فكان ولا زال جل اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - غرس القرآن الكريم في قلوب الناشئة ليكون لهم نبراساً ومنهاجاً، وأخذ على عاتقه تكريم الحفظة ومشايخهم اتباعا لمنهج السلف الصالح من عصر الصحابة والتابعين والسير على دربهم في العناية الفائقة بكتاب الله.