اختتم مهرجان ربيع الشعر العربي الذي تنظمه مؤسسة عبدالعزيز البابطين الثقافية فعالياته على مسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي بدولة الكويت بنجاح متميز كما هو طيلة ثلاثة أيام عاش فيها المشاركون أجواء من الشعر والجمال، حظي المهرجان برعاية من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح، وحضور وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، ووزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح، كما حضرته شخصيات أكاديمية وثقافية، وإعلاميون من مختلف أرجاء الوطن العربي. دارت أمسيات وندوات المهرجان العاشر تحت عنوان (ملتقى يعقوب الرشيد ومصطفى وهبي التل "عرار")، وكانت الندوة الأولى عن الشاعر يعقوب عبدالعزيز الرشيد حاضر فيها كل من د. تركي المغيض والذي قرأ الورقة عنه د. عبدالمجيد فلاح، وكريمة الشاعر سعاد يعقوب الرشيد، وأدار الندوة د. عبدالله المهنا، حيث تحدث د. المغيض عن الاشتباك النصي لدى الرشيد فقال: هو اشتباك مع تشكيلة نصيّة سابقة أو متزامنة تدخل نص يعقوب الرشيد بصورة واضحة، يضعها في تركيبة جديدة ويقوم بتزيينها بروح جديدة، ومنحها أنساقًا وسياقات تتواءم مع رؤيته أو تدعم وجهة نظره وموقفه، من جانبها تحدثت سعاد يعقوب الرشيد عن حياة والدها الشخصية والمهنية وكيف كان يمضي حياته بين الكتب، وتحدثت عن طريقة تعامله مع الناس وأخلاقياته الرفيعة، وحبه لزوجته وأولاده وحنانه النادر الذي كان يتمتع به تجاه أسرته. د. غليس: عرار سبق السيّاب ونازك في كتابة التفعيلة وحملت الندوة الثانية عنوان الشاعر مصطفى وهبي التل (عرار) من الأردن، وحاضر فيها د. طارق مريود التل من الأردن ود. عبدالله غليس من الكويت، وأدار الندوة د. سعاد عبدالوهاب، وقد غطى الباحثان المتحدثان بالندوة جوانب حياتية وفنية من مسيرة زاخرة بالشعر قدمها الراحل، وقال د. غليس: ترك آثارًا أدبية أشهرها ديوانه «عشيّات وادي اليابس» وترجمته لرباعيات الخيام، وأضاف: هو يستخدم الأساليب العامية في كثير من قصائده، وغالباً عندما يكون غاضباً أو في معرض السخرية والتهكّم. وأما الإيقاع فهو من أوائل من خرجوا على الشعر العمودي عندما كتب على التفعيلة في زمن متقادم عام 1942 قبل أن يكتبه السيّاب ونازك الملائكة بخمس سنوات. وقد أقيمت على ثلاث أمسيات شعرية طيلة أيام المهرجان شارك بها شاعرات وشعراء من مختلف العالم العربي، وفي كلمته التي ألقاها في حفل الافتتاح قال الأستاذ عبدالعزيز سعود البابطين رئيس مؤسسة البابطين الثقافية: أسعد اللحظات هي تلك التي تجمعنا بهذه النخبة التي تمثّل صفوة نيّرة من المثقفين العرب، يجمعنا هدف واحد، هو الاحتفاء بالشعر العربي والعمل على الارتقاء به ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، ذلك أن الشعر العربي هو حصن مكين من حصون لغتنا ووحدتنا الروحية والوجدانية من خلال الكلمة الشعرية الراقية والمعاني السامية التي ينبغي أن يحرص عليها أرباب الشعر وفرسانه، وأن يتخذوها محفّزًا لشباب الأمة وقادتها للعمل من أجل واقع أفضل ومستقبل أكثر إشراقًا، وأضاف "البابطين" قائلاً: نحن وإن كنا نؤمن بحرية الشعر، فإننا نؤمن - أيضاً - أن الشعر التزام بالهموم والآمال الجماعية، فالشاعر هو المرآة الصافية التي تعكس على صفحتها كلَّ ألوانِ الطيف لأبناء الأمة، والشاعر الكبير هو الذي يعكس الهموم القومية الكبرى التي تعانيها الأمة وتناضل من أجل تجاوزها. المتحدثون في إحدى الندوات وزير الاعلام الكويتي متجولاً بالمعرض المصاحب للمهرجان