علن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أمس الجمعة أنه استكمل تحقيقاته الداخلية في ادعاءات الفساد، وقدم بالفعل التقارير الخاصة بتلك التحقيقات إلى السلطات السويسرية. وذكر الفيفا في بيان أن المستشار الخارجي للاتحاد قدم تقريرا من 1300 صفحة، مرفقا بأكثر من 20 ألف صفحة من مستندات متعلقة بالتحقيق، قد جمعت على مدار 22 شهرا اعتبارا من عام 2015. وجاءت التحقيقات على هامش حملة اعتقالات وتوجيه الاتهامات إلى أكثر من 40 مسؤولا وجهة معنية، ضمن تحقيقات أجرتها الولاياتالمتحدة في إدعاءات تهرب واحتيال وغسيل أموال، في عمليات بيع حقوق التسويق والبث لبطولات كرة قدم. وضمن قائمة المشتبه بهم نواب سابقون لرئيس "الفيفا" ومسؤولون بارزون بالاتحادات القارية لكرة القدم. وأشار "الفيفا" إلى أنه لا يمكن الكشف عن تفاصيل ما توصلت إليه التحقيقات، نظرا لأن تحقيقات السلطات في الولاياتالمتحدة وسويسرا لا تزال جارية. وأثارت ادعاءات الفساد ضجة هائلة في عالم كرة القدم، وشهدت اعتقال سبعة أشخاص دفعة واحدة في أحد فنادق مدينة زيوريخ السويسرية عشية اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي (كونجرس الفيفا) في عام 2015. كذلك أسفرت القضية عن سقوط مدو للسويسري جوزيف بلاتر الرئيس السابق ل"الفيفا" الذي أوقف مؤقتا في البداية، ثم تلقى عقوبة من جانب لجنة القيم ب"لفيفا" في قضية تحويل "مبلغ مثير للشبهات" إلى الفرنسي ميشيل بلاتيني الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي للعبة "يويفا". كذلك يواجه بلاتر، الذي يتمسك ببراءته من ارتكاب أي مخالفات، اتهامات ضمن التحقيقات السويسرية فيما يتعلق بمدفوعات وفساد إداري يتعلق ببيع الحقوق الإعلامية لأحداث رياضية. ويأمل "الفيفا" أن يصب تعاونه مع السلطات، لصالح اعتباره ضحية في إطار تحقيقات الولاياتالمتحدة، وقد ذكر "الفيفا" في بيانه أمس أنه "يتفهم ويوافق على إتاحة مضمون التقارير (الخاصة بالتحقيقات الداخلية) للسلطات الأميركية." من جانبه ، قال رئيس "الفيفا " السويسري جياني إنفانتينو "الفيفا التزم بإجراء تحقيقات دقيقة وشاملة للحقائق حتى يتسنى محاسبة المخالفين من مسؤولي كرة القدم، وفي إطار التعاون مع السلطات والآن استكملنا هذه التحقيقات وقدمنا الأدلة إلى السلطات، التي ستواصل بدورها ملاحقة هؤلاء الذين تربحوا من مناصبهم وأساؤوا استغلال وضعهم كمسؤولين محل ثقة في كرة القدم. الآن سيتحول تركيز الفيفا من جديد إلى اللعبة والجماهير واللاعبين في أنحاء العالم". وأوضح "الفيفا" أنه جرى مراجعة 5ر2 مليون وثيقة إلى جانب استجواب شهود رئيسيين، ضمن التحقيقات الداخلية. وتردد أن التحقيقات الداخلية ل"الفيفا" تكلفت عشرات الملايين من الدولارات، وأن "الفيفا" أنفق مبالغ مماثلة على المحامين بشكل عام، في ظل تلك الادعاءات. ووسط ضغوط هائلة واجهها الاتحاد الدولي شهد "الفيفا" تغييرات كبيرة في مختلف الجوانب، منها الحوكمة والامتثال والمهام المالية. ومن المقرر الكشف عن التغييرات الناتجة عن التحقيقات الداخلية، في تقرير يصدر في أواخر أبريل المقبل.