قال الشيخ عبدالله المنيع عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي مخاطبا طلاب الجامعة الإسلامية: دعوا السياسة لأهلها وأعملوا في سبيل الدعوة إلى الله والبيان والتعليم والتثقيف والمعرفة، ولا تتدخلوا في شؤون الدولة، جاء ذلك في معرض رده على سؤال حول جواز إنشاء جمعية دعوية منظمة ملتزمة بالعقيدة الصحيحة في أحد البلدان. وأكد المنيع في محاضرته: "السلفية وتصحيح مفهومها " والتي ألقاها في قاعة الملك سعود على أن اتباع غير القادر على الترجيح والاجتهاد لأحد المذاهب الأربعة وتقليده لأحد الأئمة تبرأ به الذمة بإذن الله، محذرا في ذات السياق من التعصب المذهبي مستدلا بمدارس الصحابة المتنوعة " ابن عباس، وابن عمر، وابن مسعود. " فمع خلافاتهم الفقهية فيما فيه أوجه واحتمالات إلا أنه لم ينقل عنهم أدنى عداوة أو بغضاء، كما حذر مما يتداول اليوم من تسميات مختلفة "إخوانية، سرورية، قطبية". وبرأ الشيخ المنيع السلفية مما يلصق بها من تهم ومسميات أو يدرج تحت مظلتها من جماعات منحرفة كداعش والقاعدة، مشيرا إلى بعض المزاعم التي تلصق بأبناء المملكة ومنها الوهابية التي يوصف أتباعها بضعف حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم يبطله مذهب الإمام أحمد بن حنبل وهو السائد والذي يرى أن من ترك الصلاة على النبي ولو سهوا بطلت صلاته والمذاهب الأخرى تعدها سنة أو واجبا يمكن جبره. وسرد جملة مما يفترى على "الوهابية" على حد زعم المغرضين كتكفير المسلم بالمعصية، والتجسيم معلقا: بأنها تهم لا تستند على علم بل هي من أكذب الكذب فالمسلم لا يكفر إلا بالشرك بالله مهما فعل من المعاصي، والله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء. وقرأ الشيخ المنيع رسالة شخصية للشيخ محمد بن عبد الوهاب تؤكد مرونته ولينه وتقبله للمخالف أجاز فيها تقبيل اليد وعدم جواز إنكار ذلك. وحول الجمع بين السلفية والتجديد ختم المنيع محاضرته بأن الدين الإسلامي صالح لكل زمان ومكان ومبني على أصول وقواعد ومبادئ ولكل نازلة حكما بالقياس والمشابهة.