لايختلف اثنان من متابعي "دوري جميل"، على أن مدرجات الاتحاد تسجل في كل موسم رقما صعبا في دعم فريقها ومؤازرته، في كل الظروف والأحوال، وحتى مع تبدل الإدارات وتأزم الأوضاع المادية، واعتزال النجوم، ظلت المدرجات الاتحادية ثابتة في محيط يموج بالاضطرابات والاهتزازات المتتالية، التي تعصف ولازالت بنتائج الفريق وتوازنه في مختلف البطولات المحلية، وساهمت في ابتعاده عن البطولة القارية الجارية، بفعل الأزمات المادية المتعاقبة والقضايا العالقة هنا وهناك. في مباراة "الكلاسيكو" الأخير بين الاتحاد والهلال كانت جماهير "العميد" كعادتها في الموعد، تسجل حضورا طاغيا ومهيبا بتشجيعها ووقوفها خلف فريقها، لتجاوز منعطف مهم في طريق البحث عن اللقب، إلا أن الثلث الأخير من المباراة شهد ردة فعل قوية من بعض جماهير الاتحاد، ضد تسجيل هدف التعادل الهلالي، الذي رأت الجماهير أنه تم بطريقة بعيدة عن الروح الرياضية، لتزامنه مع وقوع لاعب اتحادي مصاب بالقرب من المرمى الأصفر، وعلى الرغم من تساوي كفتي الفريقين بعد التعادل، وتوفر الوقت الواسع لترجيح كفة أي منهما فيما تبقى من المباراة، إلا أن العاطفة الجماهيرية في مدرجات العميد كانت مؤثرة فيما بعد، سلبا على فريقها، وساهمت في دفع تركيز لاعبي الاتحاد خارج محيط الملعب، ما تسبب في ارتكابهم العديد من الألعاب الخشنة غير المبررة، التي وأدت جمالية المباراة وإثارتها، وكادت تتطور الأمور نحو نهاية مجهولة، فيما كان منظر بعض جماهير الاتحاد مؤسفا في التعاطي مع استفزازات بعض اللاعبين، ومشوها لأرضية الملعب، وقد يمتد في حالات مماثلة إلى إلحاق الأذى باللاعبين خلال المباراة وحتى بعد نهايتها. من المهم أن تعي جماهير الاتحاد أنها باتت عاملا إيجابيا أو سلبيا مؤثرا على لاعبي الفريق، خصوصا ممن هم منهم في مرحلة عمرية في الملاعب، لم تتجاوز بضعة أعوام، فمع تكرار الخروج عن النص الصادر من مدرجات "العميد" في مختلف البطولات، على طريقة "ومن التشجيع ما أحبط" وعلى مدى مواسم عدة، فعلى الإدارة الاتحادية التنبه لهذا الأمر في المستقبل، والعمل على رفع مستوى الوعي وثقافة التشجيع الإيجابي بين الجماهير، وتوفير كل الحلول لمعالجة هذا الجانب، بما ينعكس دعما حقيقيا للاعبين في المباريات، فكما وقفت جماهير الاتحاد مع النادي خارج الملعب، على الرغم من كل ظروفه وأحواله في المواسم الماضية، عليها أيضا أن تتعامل بكل حكمة وروية، مع أي حدث طارئ خلال المباريات، مهما بلغت حساسيتها، إذ أن النتيجة غالبا ستكون عكسية على اللاعبين كما حدث في مواجهة "الكلاسيكو".