يبدو أن مرحلة النقد الجارح والتشكيك والدخول في الذمم ستبدأ باكرا في تاريخ الاتحاد السعودي الجديد برئاسة الدكتور عادل عزت من خلال القرارات المنتظرة في قضيتي الحارس محمد العويس ولاعب الوسط عوض خميس، ويقال أن هناك من جهز جيوشه الإعلامية لبدء هذا الهجوم فقط ينتظر الحسم، وليت الاتحاد الحالي الذي وجد نفسه أمام ملفات متكدسة من الكوارث والقضايا يدرك أنه مهما كانت قوة القرارات وتوافقها مع الأنظمة واللوائح فلن ترضي الأطراف الخاسرة، وستتهمه بمحاباة الخصم، والعودة إلى موال "الميول" والاستقصاد، فكل طرف يريد أن يكون الحكم لصالحه حتى وإن كانت الأنظمة ضده وهذا للأسف الشديد واقع الرياضة السعودية منذ أعوام عدة نتيجة غياب الاحترافية والشفافية والقوة والحزم في اتخاذ القرار الصحيح، والنادي الذي سيخسر القضية سيصب جام غضبه على اتحاد الكرة ولجانه ويدخل في الذمم ويشكك في رؤساء وأعضاء اللجان ويتهمهم بالعمل لمصلحة أنديتهم التي وصلوا من خلالها إلى هذا الاتحاد ولجانه ولن تكون ردة الفعل طبيعية من خلال بيان أو بيانين فقط، سيستمر لأعوام عدة ويضربون به الأمثال فترات طويلة، ويتحول لمسلسل تركي ليس له نهاية. وبما أن الأطرف أربعة أندية؛ الأهلي والشباب في قضية الحارس محمد العويس، والنصر والهلال في قضية لاعب الوسط عوض خميس فإن تحويل القضيتين إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" للحكم فيهما سيكون قرارا مفصليا وسيخرج اتحاد الكرة من مأزق التشكيك والدخول في الذمم والتلاعب بمشاعر الجماهير تحت ألوان الفرق وسيحميه من الضغط المتواصل الذي ستشنه الأطراف الخاسرة الأمر الذي سيؤثر على عمل الاتحاد ويجره للمشاكل بعيداً عن مشروعه وهدفه الأول وهو تطوير الكرة السعودية حتى تعود للواجهة وزعامة الكرة الآسيوية ونهائيات كأس العالم. قرارات "الفيفا" مهما كانت ستكون ردة الفعل فيها طبيعية وسيتقبلها الشارع الرياضي بشكل سريع جداً حالها كحال الحكم الأجنبي الذي ينتهي نقده بمجرد ركوبه الطائرة عائداً لبلاده، عكس السعودي الذي لم يطور مستواه ولم يسلم من النقد وقد اختزل الزميل خالد قاضي كيفية تطوير الحكم السعودي ونجاحه خارجيا عندما قال: "لأنه خارج الحدود يتحول إلى حكم أجنبي".