في مقطع "يوتيوبي" تم تداوله مؤخراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي قصة مأساوية لحالة رياضية إنسانية ترق لها القلوب يرويها لاعب نصراوي سابق عصفت به رياح الحياة وقسوتها وأصبح يعيش لوحده ويسكن سيارته العتيقه -المتوقفة- التي اتخذها سكناً ومأوى له في إحدى ضواحي بيشة بعد ان تكالبت عليه الظروف المعيشية ومرارتها واللاعب الذي يسكن وحيداً تحت سقف سيارته التي خصصها مسكناً له بسبب العجز والعوز هو مصلح الغامدي الذي اقترب من نهاية عقده الثامن وكان ضمن الرعيل الأول الذين ساهموا في وضع لبنات الحركة التأسيسية في المسيرة النصراوية قبل 63 عاماً مع نجوم حركة البناء الأصفر وهم - طبقاً لرواية المؤرخ النصراوي الزميل خالد المصيبيح الحارس عويض وناصر بن نفيسة وفهد العسيلان وعبدالله الدكان وفيصل الجبعاء وفهد الوعيل وعبدالله أمان ورزق سالمين وسعود العفتان (أبو حيدر) وميزر أمان وعلي بن نزهان وعبدالرحمن بن حوبان وناصر كرداش وفيصل العسيلان وعلي بن عويس ومحمد بن حنيف وعبدالله بن نزهان. يقول العم "مصلح" في مقطعه اليوتيوبي المؤثر: "عشقت النصر حتى الثمالة وعشت فيه أجمل أيامي مع الجيل الأول والآن أعيش وحيداً وعلى الضمان الاجتماعي الذي يصرف له 800 ريال شهرياً يأكل ويشرب من هذا المخصص البسيط". وأضاف قائلاً:"أسكن سيارتي المتعطلة منذ سنتين او تزيد التي خصصتها مسكناً حتى لا "احّد نفسي" على أحد على الرغم من شظف العيش وقلة الحيلة وعدم القدرة على مزاولة أي عمل لكبر السن". كم هي مؤثرة تلك الحالة الإنسانية التي ظهر فيها الرياضي النصراوي المخضرم مصلح الذي كان طبقاً لرواية زميله لاعب النصر السابق فهد الوعيل كان مهاجماً يشار له بالبنان مستوى وممتازاً سلوكياً إلى أبعد الحدود على مدى ستة أعوام مثل فيها النصر (1380-75ه ) واليوم وجد نفسه على بساط الفقر وتحت سقف المعاناة المعيشية وبين جدران الآهات والأحزان وهو يتدثر رداء الحاجة والفاقة داخل سيارته السكنية التي حولها وعلى مضض مسكناً له تخفف آلامه وتستر أحواله وتحفظ كرامته الإنسانية نعم كم هو محزن ومؤلم ان نشاهد مثل تلك الحالات الإنسانية في نسيجنا الرياضي ممن وجدوا أنفسهم أمام رياح الظروف القاسية صحياً ومعيشياً واجتماعياً ونفسياً وارتهنوا في أحضانها منهم من يبحث عن علاج وهو اسير على سرير المرض, ومنهم من يبحث عن ما يسد رمقه ورمق أسرته من الفاقة والحاجة ولم يجدوا التفاعل مع همومهم ومعاناتهم او التجاوب مع أوضاعهم المتردية من المؤسسة الرياضية (هيئة الرياضة) وصندوقها الوفائي الرياضي الذي مازال بأنظمته الضبابية ولوائحه الهلامية بعيداً عن المشهد التفاعلي يدير ظهره ويولي مدبراً ولا يقف مع حالات انسانية خدمت الحركة الرياضية بكل وفاء وتضحية في عقود مضت وأعوام قضت وقوبلت بعد ارتهانها في أحضان المعاناة والقسوة بالجحود والنكران فضلاً عن تقصير ناديه النصر تجاهه. فمن ينقذ العم مصلح من معاناته ويخفف أحزانه؟