هناك من الأدباء والروائيين من استخدم في نصوصه الإبداعية كلمة "باب" لما تحمله من رمزية ودلالات عميقة كما يقال، إضافة لوظيفتها الاجتماعية والاقتصادية والفنية، فهذا الروائي الراحل عبدالرحمن منيف اختار لإحدى مجموعاته القصصية عنوان "الباب المفتوح" كذلك الراحل غساني كنفاني في روايته "الباب"، فالحياة فيها أبواب غير أبواب البيوت، في هذا التحقيق نسلط الضوء على تجربة ثقافية معرفية، ترمز لنفسها ب "أبواب" تؤمن بأن الاستثمار في العقول أعظم استثمار إنساني وفكري لأي أمة تسعى لدفع عجلة التنمية لتواكب ركب الأمم المتقدمة، نادي أبواب للقارئات تجربة مميزة من الشراكة المجتمعية والثقافية التي تجمع نادي القصيم الأدبي ببريدة مع مجموعة فتيات قارئات على مستوى المنطقة أشعل فتيلها الشغف بالكتاب والقراءة. فكرة أبواب تؤكد كل من رنا وسارة وشروق وهيفاء عضوات نادي أبواب، أنه ليس هناك أجمل من أن تشارك الآخرين ذات الشغف وأن يجمعكم حب الكتاب والقراءة، تجمعكم منضدة نادي أبواب كل شهر من أجل قراءة كتاب ومناقشته، مهما اختلفت العقول أو الخلفيات الثقافية، على هذه المنضدة تتمازج الأفكار والآراء في مناقشات وحوارات لتثمر في الأخير عن قراءات وتصورات عميقة من شأنها تحفيز النمو الفكري، وتعزز الحس الجمالي لعضواته، ومن جهة أخرى تعتبر العضوات أن نادي أبواب الابن الصغير لنادي القصيم الأدبي حين أبصر النور وفتح عيناه في كنفه وظله، في أول الأمر واجهت القارئات صعوبة وحيرة من أين يبدأن في تنفيذ حلمهن الذي بدأ عبر محادثات برنامج "الوتس أب" فكان لرئيس مجلس إدارة نادي القصيم الأدبي د. حمد السويلم ورئيسة اللجنة النسائية بالنادي الأستاذة أسماء العمرو الدور المؤثر لانطلاقة أول نادٍ تطوعي للقراءة للفتيات على مستوى منطقة القصيم، ولتكون مكتبة النادي المكان الأنسب لاحتضان جلساتهن الشهرية أسس اختيار الكتب للمناقشة تم الاتفاق بين عضوات نادي أبواب للقارئات على جعل مجالات المعرفة مظلة كبرى يتم من خلالها فرز واختيار الكتب المراد مناقشتها في كل جلسة بعد عملية تصويت بين العضوات لاختيار كتاب معين على ضوء ذلك يتم توزيع الأدوار فيما بينهن، كما أن النادي يقبل مشاركات من غير العضوات لمن تجاوزت السادسة عشر من عمرها واشتراط عضوية نادي القصيم الأدبي، اللافت في هذه الجلسات هو تعدد وجهات النظر واستعدادك لتقبل الأفكار الجديدة والمختلفة مما يعزز من قيمة مهارات التفكير الناقد الواعي. كيف أثرت التجربة؟ تؤكد المشاركات أن تجربة نادي أبواب للقارئات أثرت بهن بشكل كبير، خاصة وأن برامج النادي كلها تطوعية أسها المبادرة والتعاون بين العضوات علاوة على كونه يلامس شغاف الروح وينمي بداخلها العطاء والمسؤولية والشعور بالجماعة، أضف إلى ذلك أنها جلسات ثقافية تزيد من الشغف والتعلق بالقراءة والكتاب. دور النادي يقول رئيس النادي الأدبي بالقصيم د. حمد السويلم: النادي الأدبي مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني مهمتها خلق بيئة ثقافية في المنطقة، وتهيئة أجواء تتيح للمثقفين من الجنسين التفاعل والتلاقي من أجل إيجاد فضاء للحوار الثقافي المثمر. وعن نوعية الدعم الذي يقدمه النادي أوضح أن الدعم الذي يقدمه النادي يتمثل في الدعم المعنوي حيث غدا النادي مظلة تستوعب أطياف المثقفين والمثقفات للحوار وتلاقح الأفكار وهناك دعم مادي يتمثل في إقامة المحاضرات والندوات وطباعة الكتب التي ألفها المنتسبون للنادي متى ما توافرت فيها معايير النادي في الطباعة. والهدف الرئيس في تبني النادي لجماعات العمل على تنمية الوعي والحوار الثقافي المتبادل الذي يعزز الثقافة. إنما من أجل المساهمة في نشر التسامح في تقبل أفكار الآخرين، أيضا ترشيد هذه الأفكار وتوجيهها نحو الوسطية، وحمايتها من الجنوح نحو التطرف، والنادي يعمل على تهيئة جيل جديد يكون قادرا على قيادة النشاط الثقافي في المستقبل. القراءة تخلق جيلاً واعياً يقود المستقبل د. حمد السويلم