تُشكل المقاصد الإسلامية أحد أهم المقومات السياحية في كل من المملكة العربية السعودية وماليزيا، فالمملكة تُعتبر مهوى أفئدة المسلمين وبها العاصمة المقدسة، وكذلك الأمر بالنسبة لماليزيا والتي تضم غالبية مسلمة بين سكانها، إلى جانب المقومات السياحية الهائلة التي تحتويها، وتخدم ضيوفها وفق معايير وضوابط إسلامية مكنتها من أن تحتل المرتبة الأولى عالمياً في قطاع السياحة المحافظة والعائلية. ترتبط المملكة العربية السعودية وماليزيا بعلاقات ثنائية متينة، وتأخذ هذه العلاقات مُنحنيات متصاعدة مع مرور الأيام، حيث ازدادت العلاقات متانة خلال السنوات الماضية في العديد من القطاعات، وكان آخرها التعاون الثنائي في القطاع السياحي لما له من دور كبير في تنمية العلاقات الاقتصادية والثقافية بين الجانبين. تعاون سياحي في وقت سابق، أبرمت المملكة العربية السعودية وماليزيا مذكرة تفاهم للتعاون في المجال السياحي في مقر وزارة السياحة والثقافة الماليزية بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ووزير السياحة والثقافة الماليزي محمد نظري عبدالعزيز، وبحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ماليزيا فهد بن عبدالله الرشيد، حيث نصت المذكرة على تبادل المعلومات والخبرات بين البلدين في الأنظمة الخاصة بالنشاطات والخدمات السياحية وأثرها الاقتصادي والاجتماعي، والتراث العمراني والحرف اليدوية واستثمارها في التنمية السياحية، وإدارة الفنادق والمنتجعات السياحية والأنظمة المرتبطة بمنشآت الإيواء السياحي والرحلات السياحية، والإرشاد السياحي، والإحصاءات السياحية. وتؤكد المذكرة على التنسيق بين البلدين في إدارة الوجهات السياحية الكبرى، وتنمية المواقع والمرافق في الوجهات السياحية وتطويرها، كما تتضمن المذكرة التعاون في مجالات الإعلام السياحي والمؤتمرات والمعارض والاستثمار السياحي والفعاليات والمهرجانات السياحية. مقومات سياحية بدوره أثنى الأمير سلطان على الشراكة بين البلدين في مجالات السياحة والآثار والتراث الحضاري والحرف اليدوية، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية كانت ولاتزال دولة غنية، حتى في فترة ما قبل النفط، إذ إنها وريثة حضارات عريقة وغنية منذ أقدم العصور، وأضاف أن المملكة كانت ولاتزال في مقدمة الدول المانحة عالمياً، والأولى إسلامياً التي تركز على تنمية الشعوب الإسلامية، مُقدراً في الوقت ذاته تجربة ماليزيا في تطوير البلاد والحفاظ على القيم، حيث تعتبر ماليزيا قصة نجاح للتطوير المتوازن والتنمية على كافة الاتجاهات. أوجه التعاون وأوضح الأمير سلطان أن التعاون بين المملكة وماليزيا سوف يشمل مجالات متعددة من بينها تبادل العروض المتحفية من خلال عرض قطع ذات علاقة بالتاريخ الإسلامي في متحف الفنون الإسلامية في المملكة، وعرض مجموعة من روائع معرض الفن الإسلامي في كوالالمبور، إضافة إلى متحف تاريخ الحج في مكةالمكرمة، وتوثيق قصص المسلمين الذين يؤدون فريضة الحج من كل مكان، وعرض قصة ولادة الإسلام فوق أرض تعاقبت عليها الحضارات. التجربة السعودية من جهته أبدى الوزير الماليزي اهتمامه بتجربة السعودية في تأسيس قطاع الحرف خصوصاً ما يتعلق بتحويل الاهتمام بالحرف من وظيفة للبسطاء والفقراء فقط، إلى مكانها الصحيح، وإدخال الحرف في تجهيز الفنادق. وتقرر استضافة معرض للحرف اليدوية الماليزية في الرياضوجدة، ويصاحب المعرض ورش تدريبية للحرفيين السعوديين، كما تم التأكيد على تحفيز الاستثمارات السياحية بين البلدين، إلى جانب الاستفادة من تجربة ماليزيا في تطوير صناعة الحرف اليدوية في السعودية. رحلات ما بعد العمرة يُشار إلى أن الاتفاقية تُشير إلى رحلات ما بعد العمرة، حيث ستكون ماليزيا من أوائل الدول التي يتم التجربة مع معتمريها رحلات ما بعد العمرة، حيث سيتم تأسيس مكاتب في ماليزيا لتنفيذ مبادرة "السعودية وجهة المسلمين"، والالتقاء مع الماليزيين لمعرفة المواقع التي يرغبون في زيارتها وتزويدهم بمعلومات عنها، حيث تنتشر الأماكن السياحية في مختلف أرجاء السعودية بما في ذلك المناطق الشرقية والوسطى والشمالية التي شهدت غزوات، ومساجد تاريخية نشأت في بدايات انتشار الإسلام. طبيعة خلابة وسياحة محافظة جعلتا ماليزيا وجهة مفضلة للسائح السعودي