تحمل زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى ماليزيا ضمن جولته الآسيوية، فرصاً استثمارية ضخمة تترجم أهداف رؤية 2030 بتنويع مصادر الدخل بدلاً من الاعتماد على إيرادات النفط كمورد رئيسي وحيد. وفي الآونة الأخيرة، شهدت العلاقات السعودية - الماليزية نقلة نوعية على كافة الأصعدة والمجالات لا سيما السياسية والاقتصادية، وستصبح أكثر عمقاً وتوسعاً عقب زيارة خادم الحرمين، وستفتح آفاقاً جديدة خاصة في المجال التجاري. العلاقات السعودية - الماليزية تبلور شكل العلاقة مع كوالالمبور عندما أصبحت حليفاً استراتيجياً من خلال مشاركتها في قوات التحالف لإعادة الشرعية في اليمن الذي تقوده المملكة، وأيضاً مشاركتها بصحبة 20 دولة عربية وإسلامية في مناورات "رعد الشمال" التي جرت في مدينة الملك خالد العسكرية في مدينة حفر الباطن أوائل مارس 2016م، إلى جانب اتفاقيات أمنية بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى التكاتف والتلاحم البناء بين البلدين. التجارة بين البلدين وعلى الصعيد التجاري، فإن المملكة تمثل الشريك رقم 19 في قائمة دول العالم من حيث التبادل التجاري مع ماليزيا، وفي المرتبة 23 في قائمة الدول التي تستقبل صادرات من ماليزيا، و17 بين الدول المصدرة لها. ويقدر حجم التبادل التجاري بين البلدين ب15 مليار ريال، وسط توقعات ارتفاعه إلى 20 مليار ريال في الفترة المقبلة. مساعدات المملكة لماليزيا قدمت المملكة ممثلة في الصندوق السعودي للتنمية خلال الفترة من (1975م - 2016م) مساعدات لعدد من المشروعات التنموية في ماليزيا تجاوزت 312 مليون ريال، كان لها الأثر الفعال في تنمية الحركة العلمية والاجتماعية والاقتصادية والبنية التحتية، وهي كالاتي: قرض لدعم كلية الطب بجامعة كيبانجان في ماليزيا بمبلغ (54،160،000) ريال. قرض لدعم الجامعة التكنولوجية في ماليزيا بمبلغ (48،240،000) ريال. قرض للمساهمة في التوطين في باهانج تناجارا بمبلغ (86،100،000) ريال. قرض للمساهمة في التوطين في جنوب شرق اولوكلنتن بمبلغ (40،000،000) ريال. * قرض لدعم الكليات الخمس العلمية الصغرى في لمارا بمبلغ (15،160،000) ريال. قرض للمساهمة في التوطين في لبار أوتارا بمبلغ (52،700،000) ريال. قرض لدعم المستشفيات الأربعة الإقليمية في ماليزيا بمبلغ (15،900،000) ريال. كما تقدم المملكة مساعدات نقدية وعينية لماليزيا عبر منظمات ووكالات الأممالمتحدة المتخصصة والمنظمات والهيئات الإقليمية الأخرى. التبادل العلمي بذلت المملكة جهوداً كبيرة في التبادل العلمي والأكاديمي بين البلدين، بالإضافة إلى مبادرات لخدمة ونشر اللغة العربية، منها معهد اقرأ لتعليم اللغة العربية بكوالالمبور، والذي ضم 1000 دارس العام الماضي، إلى جانب دورات احترافية متخصصة في اللغة العربية للعاملين في قطاع البنوك والمصارف والمهتمين بالاقتصاد الإسلامي، ودورات مماثلة لمنسوبي القطاعات العسكرية والشرطة الماليزية لهدف التواصل مع السائح السعودي والعربي بشكل عام. وتقدم المملكة 70 منحة سنوياً للطلاب الماليزيين في جامعاتها، وخصّصت جامعة الإمام محمد بن سعود العام الماضي 100 منحة دراسية للطلاب الماليزيين، وفي ماليزيا يدرس 1500 طالب سعودي يتوزعون على مختلف المؤسسات التعليمية الماليزية. السياحة في "آسيا الحقيقة" تسجل ماليزيا المعروفة ب"آسيا الحقيقية" نمواً إيجابياً في زيادة أعداد السياح السعوديين في كل عام، ويعود ذلك كونها المقصد المثالي للسائح المسلم، وتحتل المرتبة الأولى في قائمة وجهات "السياحة الحلال". وتعد من أجمل الدول في العالم فهي تحوي أغنى المناطق الطبيعية ولديها أكبر غابات ومحميات طبيعية في العالم، بالإضافة إلى حداثتها واهتمامها بقطاع السياحة كرافد مهم للناتج القومي، وتتميز ماليزيا بالتنوع البيئي والعرقي والعادات والتقاليد والتراث، مما جعلها تسمى آسيا الحقيقية.