* أحد أكثر العمليات التجميلية شيوعاً هي عملية ترميم الثدي، فبعد تعرض المرأة لعملية استئصال الثدي، ونظراً إلى حجم المرضى المحتاجين لهذه العملية في المملكة العربية السعودية. قامت شعبة جراحة الثدي والغدد الصماء في مستشفى الملك فيصل التخصصي، ومركز الأبحاث في الرياض بإنشاء برنامج الزمالة الطبية لتدريب أطباء الجراحة العامة لمدة عامين، مما أدى إلى تطور إمكانيات الأطباء في هذا المجال خلال العقدين الماضيين، حتى أصبحت عملية ترميم الثدي جزءاً مهماً من عملية إعادة التأهيل، الهدف من هذه العملية هو ترميم الثدي بحيث يشابه الثدي الآخر في الشكل والحجم والأبعاد، وفي حين أن البعض قد يتصور عملية ترميم الثدي نوعا من العمل السحري الذي يؤدى بزمن قصير، دون عناء أو مشقة، يظهر تصاعد الوعي بمعرفة صعوبة هذه العملية وحاجتها إلى كثير من الدراسة والنقاش مع الطبيب، وذلك قبل اتخاذ القرار للقيام بها، وقد ذكر استشاري جراحة التجميل الدكتور فؤاد هاشم في مقال له نُشر بجريدة الرياض يوم الخميس 29 ذي القعدة 1432ه، 27 اكتوبر 2011م، العدد 15830 أن من بين الأسباب التي تدعو بعض النساء إلى إجراء عملية ترميم الثدي هو الإصابة بسرطان الثدي، أيضاً ذكر أن مخاوف عمليات ترميم الثدي تتضمن الخوف من عودة الورم أو ظهور ورم آخر، انتشار الورم ومضاعفات عملية الترميم وهذه المخاوف تحتاج إلى شرح وتوضيح للمريضة المصابة بورم في الثدي بأن إعادة الترميم لا تؤدي إلى ظهور أورام أو انتشار في الأورام. وأن المضاعفات بسيطة إذا ما قورنت بالفائدة الكبيرة من إعادة الشكل الطبيعي والثقة بالنفس. أيضاً تحدثَ الدكتور هاشم في نفس المقال عن كيفية تحديد الحالات التي يصلح معها الترميم حيث قال: إنها صالحة لجميع السيدات اللواتي أجريت لهن عمليات استئصال الثدي إذا كن يتمتعن بحالة صحية جيدة ولديهن الاستعداد النفسي. أما بالنسبة لتوقيت إجراء عملية بناء الثدي بعد الاستئصال فقد ذكر الدكتور هاشم بأن هذه العملية يمكن أن تتم أثناء الاستئصال أو بعد اكتمال العلاج الإشعاعي والكيميائي. في سياق موضوع سرطان الثدي ذكرت المثقفة الصحية لقسم الأورام الأستاذة سارة المسعد أن أمراض الثدي من المشاكل الشائعة عند النساء. غير أن الغالبية عادة تكون حميدة وغير خبيثة بنسبة 9 من 10 أي غير سرطانية وتكون إمّا بسبب كيس من السوائل (تكيّس) أو ما يُسمّى بالمصطلح العلمي الكُتل النسيجية (الفايبروأدينوما)، التي تكون عبارة عن كتل صلبة مكونة إمّا من أنسجة ليفية أو من أنسجة الغُدد وكلتا الحالتين لا يجب أن تقلق المرأة لأنَّها حميدة، وكما ذكرت الموسوعة الصحية التابعة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالتعاون مع موسوعة الملك عبدالله للمحتوى الصحي في مدينة الرياض أن سرطان الثدي يعد أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء السعوديات. يليه في ذلك سرطان الغدة الدرقية، وتقدر عدد الحالات التي يتم تشخيص إصابتها بسرطان الغدة الدرقية وسرطان الثدي في السعودية سنوياً أكثر من ألف حالة، وهناك علاجات متنوعة لسرطان الثدي منها الجراحي والذي يتضمَّن عملية ترميم للثدي إما عن طريق زرع مواد خارجية في جسم المريضة أو اعادة بناء الثدي دون زرع، وذلك بواسطة استخدام أنسجة من جسدها، ومن خلال الاستعانة بتقنية السدائل (جمع سديلة Flap)، وذلك من خلال إحدى الطريقتين: السديلة المعنقة (المستقدمة من بعيد عبر قنوات) أو السديلة الحرة. خلال جراحة ترميم الثدي دون زرع (بتقنية السديلة المعنقة)، تُنقل الأنسجة المتصلة بإمدادات الدم الأصلية إلى مكانها الجديد، في حين باستخدام (تقنية السديلة الحرة) تُنقل الأنسجة المفصولة عن إمدادات الدم الأصلية إلى موضعها الجديد، وفي كلتا الطريقتين سيتُم توصيل الأنسجة مرة أخرى، باستخدام تقنيات جراحية مجهرية، يعتبر الإجراء الأكثر انتشارا خلال جراحة ترميم الثدي، هو استخدام العضلات والجلد من منطقة البطن وفي حالات قليلة يتم استخدام أنسجة الظهر أو الأرداف، عند استخدام تقنيات السديلة المعنقة أو السديلة الحرة، يتم نقل عضلة، جلد، ونسيج دهني من منطقة البطن إلى الصدر، بعدها يتم نقل قطعة النسيج، ويقوم الطبيب الجراح بتصميم الثدي وتنسيقه.. ومن الآثار الجانبية تلوث مكان الجراحة كما هو الحال في أي عملية جراحية، كذلك في عمليات جراحة ترميم الثدي دون زرع، يكون احتمال حصول تلوث خطير قائم، وغالبًا ما يتم علاج هذه الحالات بالمضادات الحيوية من أجل القضاء على الالتهابات، ومن الآثار الجانبية كذلك الشعور بالألم وعدم الارتياح، وقد يوصي الطبيب بتناول المسكّنات من أجل تخفيف الألم، لكن لا بد من التنبه إلى أن حجم ومستوى الألم وعدم الارتياح يختلفان من شخص لآخر، وأيضا من الآثار الجانبية الحكة فعندما يشفى الجرح، ستواجه المريضة حكة في موضع العملية. يجب تجنب القيام بالحكة مهما شعرت بها، ويوصي الطبيب باستخدام مرهم أو كريم للمساعدة في الحد منها، كذلك من الآثار الجانبية فقدان الإحساس أو الشعور بالوخز، فبعد جراحة ترميم الثدي دون زرع، قد تواجه المريضة مثل هذه الأحاسيس، نظرا لتأثر الأعصاب بالعملية، يمكن لهذه الأعراض أن تستمر حتى 12 شهرًا بعد العملية، كذلك من الآثار الجانبية تجمع السوائل تحت المكان المصاب، فمن الممكن لأحد نوعين من السوائل أن يتجمع تحت مكان العملية أحيانا: المصل (سائل تحت الشق Serum) أو ورم دموي (كدمة Hematoma)، ولهذا يتم تثبيت أنابيب النزح (التصريف) والتي تُزال بعد عدة أيام من جراحة ترميم الثدي دون زرع. في الختام نفيدُكم أن هناك أبحاث جادة لترميم الثدي أيضاً لتصنيعه من المواد المستخدمة في تصنيع الخيوط الجراحية ثم تُحقن بالدهون المحتوية على خلايا جذعية ومعاملات لنمو الخلايا. * قسم التمريض - عيادة الجراحة