صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، حفظه الله، شخصية تتمتّع بحنكة سياسيّة وحدْسٍ أمنيٍّ لا يخفى، وخبرة متعمِّقة بالشأن العام والتواصل مع رجال الفكر والدبلوماسية، فضلاً عن تواصله مع المواطنين، كما يتمتع بتجارب ثرية في المجالات الاقتصادية والمالية والتجارية، وهو شخصية لها حضورها الأخَّاذ، ودَورُها البارز في مكافحة الإرهاب. ولسموّه دور كبير في تأسيس لجان المناصحة بالمملكة والخليج العربي، والتي سعتْ لتقديم البرامج الشرعية والدعوية والنفسية والاجتماعية والقانونية للجانحين في قضايا الإرهاب والفكر المتطرِّف، بعد انقضاء محكوميتهم للتخلُّص من الأفكار المعادية للمجتمع والمناوئة لصحيح الشرع، أو تلك التي أفسدتها التفسيرات المتشددة والمغلوطة، ووقعوا فريستها بمعاداة مجتمعهم والخروج على أولي الأمر. لم يكن غريبًا أن يحصل ولي العهد - حفظه الله - على ميدالية "جورج تينت" للعمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب من وكالة الاستخبارات الأميركية CIA اعترافًا بدوره في مكافحة الإرهاب، والتضييق على منابعه، وتقليص نفوذه، واعترافًا بدور سُموّه في تحقيق الأمن والسلم الدوليين. وهذه الميدالية تؤكِّد على متانة العلاقات والتعاون المشترك بين المملكة والولايات المتحدة الأميركية وتُبرئُ هذه الميدالية المملكة العربية السعودية من أي ادعاءات مُضلِّلة، رَوَّجوا لها سابِقًا، ولاحت فيما عُرفَ بقانون"جاستا" المثير للجدل، وذريعة علاقة الرياض بأحداث 11 من سبتمبر 2001م، حيث أثبتت التقارير لاحقًا أن السعودية بريئة من أية شكوك. إنّ الريادة السعودية في مجال مكافحة الإرهاب، ودور وزارة الداخلية في تحقيق الأمن الداخلي بالمملكة أمرٌ مشهود به ولا يختلف عليه اثنان، ودَوْر سمو الأمير محمد بن نايف، في تحقيق الأمنِ، وحِفظ الجبهة الداخلية بارزٌ ويضع المملكة في صدارة الدول التي تكافح الإرهاب في المنطقة، فضلاً عن دورها في دعم الشرعيَّة في المنطقة العربيَّة. إنّ ميدالية "جورج تينت" قبل أن تكون ميدالية للجهود المشكورة لسمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف حفظه الله، فهي ميدالية للقيادة السعودية الرشيدة، وميدالية للشعب السعودي الذي ساند قيادته في مواقفها تجاه مكافحة الإرهاب على المستويين: الإقليمي والدولي. عصام بن شرف