أظهرت دراسة بحثية أن استهلاك البنزين بالمملكة خلال العام 2016، لم يرتفع بل استقر عند معدل 568 ألف برميل باليوم، كما كان عليه في العام 2015. وأشارت الدراسة، أن تعديل أسعار البنزين وتطبيق برنامج كفاءة الطاقة على السيارات أحد أسباب كبح جماح الاستهلاك، والحفاظ عليه في هذا المستوى. وذكر د. سليمان صالح الخطاف، مدير مركز التميز البحثي للتكرير والبتروكيماويات بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في دراسته أن استهلاك البنزين بالمملكة، يرتفع لعدة أسباب أهمها مساحة المملكة الكبيرة والارتفاع المتزايد بعدد السكان وشبه غياب لدور النقل العام. وأوضح بلغة الأرقام كان استهلاك المملكة في 2005 حوالي 298 ألف برميل باليوم وعدد السكان 25 مليون نسمة وارتفع في 2010 عدد السكان إلى 28 مليون نسمة، وارتفع معه الاستهلاك المحلي للبنزين إلى 422 ألف برميل باليوم، وهذا يشير إلى أن كل 10% زيادة بعدد السكان يترتب عليها زيادة بحوالي 30-40% باستهلاك البنزين، وفي عام 2015م وصل عدد سكان المملكة إلى 31 مليون نسمة وارتفع معها الاستهلاك المحلي للبنزين إلى 568 ألف برميل باليوم، وهذا يؤكد أن ارتفاع عدد السكان بحوالي 10.7% مقارنة بالعام 2010م واكبه ارتفاع في استهلاك البنزين بحوالي 35%. ولمحاولة فهم النمط السنوي للاستهلاك، فقد ارتفع الطلب المحلي اليومي على البنزين من 524 ألف برميل في 2014م إلى 568 ألف برميل في 2015م أي ارتفاع ب40 ألف برميل باليوم في عام واحد فقط، أو بحوالي 8% بينما المعدل العالمي يقدر بحوالي 2.2%. وأضاف د. الخطاف أن استهلاك المملكة اليومي للبنزين والديزل في عام 2015 وصل إلى 1.35 مليون برميل باليوم مرتفعا من 1.28 مليون برميل في عام 2014،و وتعد هذه من الارتفاعات الكبيرة بالعالم في ظل عدد سكان المملكة المتواضع مقارنة بالدول الأخرى، لكن استهلاك المملكة من وقود البنزين والديزل انخفض في 2016 إلى 1.28 مليون برميل، والأكيد أن القرارات المهمة بإنشاء القطارات بالمملكة مثل قطار الشمال ومترو الرياض سيكون لها تأثير إيجابي بالمستقبل القريب بتخفيض الاستهلاك العام للبنزين. وذكر أن البنزين يعتبر أهم مشتقات النفط على الإطلاق، ويستهلك 25% من النفط بالعالم على شكل بنزين، ويتطور استهلاك البنزين عالميا بوتيرة مختلفة بحسب ظروف الدول الاقتصادية وتطور البنى التحتية للمواصلات خاصة فيما يتعلق بالنقل العام، ولقد استهلك العالم في عام 2011م حوالي 22.1 مليون برميل بنزين باليوم وارتفع الاستهلاك في 2012م إلى 22.5 مليون برميل أي أن معدل الزيادة العالمية باستهلاك البنزين يقترب حاليا من نصف مليون برميل أو بحوالي 2.2%، وعادة ما يكون سعر برميل البنزين بالبورصات العالمية أغلى من برميل النفط بحوالي 10-15 دولاراً. وقال الخطاف: تتصدر الصين دول العالم بنمو الطلب على البنزين فبينما وصل معدل استهلاك الصين اليومي في 2010م إلى 1.7 مليون برميل بنزين ارتفع استهلاكها في 2016م إلى 2.8 مليون برميل أي أن الزيادة في آخر ست سنوات وصلت إلى 1.1 مليون برميل ويرجع أهم الأسباب لهذا الارتفاع بالطلب على البنزين إلى النمو الهائل بالاقتصاد الصيني وتحسن أحوال المعيشة وانتقال الكثير من السكان إلى العيش في المدن. وجاءت أميركا والبرازيل بالمرتبة الثانية عالميا إذ ارتفع الاستهلاك الأميركي للبنزين فى آخر ستة أعوام من 9 ملايين برميل باليوم في 2010م إلى حوالي 9.35 ملايين برميل في 2016م. وأما البرازيل فارتفع استهلاكها أيضا من 400 ألف برميل باليوم في 2010م إلى 715 ألف برميل باليوم في 2016م. ولقد ارتفع عدد سكان أميركا في هذه الفترة بحوالي 20 مليون نسمة والبرازيل بحوالي 10 ملايين نسمة، واحتلت الهند المرتبة الرابعة بالنمو حيث ارتفع استهلاكها من 315 ألف برميل باليوم إلى 550 ألف برميل باليوم. د. سليمان الخطاف