جاء تكريم الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، ولي العهد ووزير الداخلية، تتويجاً لجهوده الجبارة والمتميزة في مجال العمل الاستخباراتي لمكافحة الإرهاب، فحصل سموه الكريم على تقدير العالم بأسره على ما بذله ويبذله من تفوق وإنجاز في هذا الملف الحساس، فقامت وكالة الاستخبارات الأميركية بتقليد سموه لميدالية "جورج تينت" للعمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب والذي يعد تنويهاً عالمياً بإسهامات سموه الكريم في العمل الأمني الاستخباراتي سواءً داخل المملكة العربية السعودية أو خارجها ضد شبكات الإرهاب الخطرة على الأمن الإنساني . إن هذا التكريم في جوهره هو تكريم للوطن بأكمله، وتكريم لرجاله الأوفياء المخلصين، وتكريم للقيادة السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، وهو تكريم لوزارة الداخلية، هذا الصرح الأمني الشامخ في الحفاظ على أرض الوطن وأمنه ومواطنيه والمقيمين عليه، كما أنه تكريم للشعب السعودي النبيل الذي يناضل مع قيادته ضد خلايا الإرهاب، وكل هذا يدل على النجاح العظيم ضد الإرهاب وخلاياه . لقد أبدت الولاياتالمتحدة الأميركية تقديرها لسموه نظير ما قدمه ويقدمه من جهود متميزة ومبدعة في هذا المجال الاستخباراتي المهم، والذي يضاف إلى إنجازات سموه في قيادته لوزارة الداخلية وسعيه الدؤوب والمستمر في العمل الأمني الناجح بأكفأ القدرات والإمكانيات سواءً من الناحية المادية أو البشرية أو التيكنولوجية، فجاء هذا التكريم العالمي تنويهاً لهذه الجهود الجبارة التي يقدمها سموه مع فريق عمله المتمكن والمتمرس في وزارة الداخلية . إن من الإسهامات المتكاملة التي يرعاها ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، حفظه الله، منظومة الأمن الشامل والتي من أهم مرتكزاتها الأمن الفكري، والذي من خلاله نحصن أبنائنا وبناتنا وأجيالنا القادمة من شرور الإنحرافات الفكرية وويلاتها على المجتمع، وقد نجحت ولله الحمد كافة الوسائل التي اتخذتها وزارة الداخلية في جانب الفكر. الأمن الفكري ولا أدل من اهتمامها هذا بتأسيسها قطاعا مستقلا ضمن قطاعات الداخلية بمسمى قطاع الأمن الفكري . وبما أننا نتحدث عن الأمن الفكري، فلا بد أن نعرج بالقول على مركز محمد بن نايف للمناصحة، هذا الصرح الشامخ الذي استطاع أن يعيد آلاف الشباب المغرر بهم إلى طريق الحق والصواب، لقد كان الأمير محمد بن نايف، حفظه الله، أول من فكر وعلى مستوى العالم بتأسيس لجان المناصحة بالمملكة والخليج العربي، وقد توج هذه الأعمال الريادية بتأسيسه مركز المناصحة، والذي يعد فكرة ريادية إبداعية على مستوى العالم، تهدف إلى رعاية المقبوض عليهم في قضايا إرهابية وتقديم المستوى اللائق لهم من الحياة الكريمة وإعادة برمجة عقولهم إلى جادة الصواب والحق، ومن ثم إطلاق سراحهم ومساعدتهم المادية والمعنوية لإعادة انخراطهم في المجتمع. وفي الحقيقة، إن فكرة مركز محمد بن نايف للمناصحة حظيت بإشادة دولية وعالمية لما لها من دور فعال في تجفيف منابع الإرهاب، ولما تسهم به وتقدمه من خدمات للمجتمع بضخ طاقات شبابية مؤمنة بالعمل وحب الحياة والتدين الصحيح بعد أن جربت مأساة الضلال والفكر المنحرف عن الهدى والحق، كما أن العديد من الدول العربية والإسلامية طالبت بنقل هذه التجربة الفريدة إلى بلدانها بعد أن لامست فيها النجاح بالقضاء على جوهر الإرهاب ومنابعه الخبيثة. لقد عرف الأمير محمد بن نايف - حفظه الله - بحرصه الشديد على معالجة الأمور بالطرق العلمية الصحيحة ومنها الأمور الأمنية، ولا غرو في ذلك، فوالده الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - كان مؤسس جامعة نايف للعلوم الأمنية، وقد ورث الأمير محمد عن والده إكمال مسيرة هذا الصرح العلمي والأمني المهم في التاريخ العربي الأمني الحديث، وهو المتابع الأول لنشاطاتها وفعالياتها، وهي صرح تعليمي وأكاديمي على أعلى المستويات ولا يخفى على القارئ الكريم مدى الدور الكبير الذي يقوم به المركز في مجال الفكر الأمني. عبدالله أحمد العولقي