منذ زمن وعندما نتكلم عن انتشار الأدب السعودي، كان الجميع يقول لا توجد مجلة أدبية توزع بصورة جيدة ليصل الإبداع المحلي إلى كل مكان، بعد سنوات بدأت أغلب الأندية الأدبية بإصدار دوريات بعضها متخصص بحقل من الأدب والأغلبية شاملة، وتميز نادي جدة الأدبي الثقافي بإصداراته المتخصصة مثل الراوي وعبقر وجذور وعلامات، الملاحظ أن بعض الأندية الأدبية تصدر دوريات يكون العدد الأول مختلفاً تماماً عن العدد الثاني بمعنى كل عدد له خصوصيته وذلك وفق توجه مجالس إدارتها والقائمين على النشر بها، وبالطبع منهم من يرى أن إصدار الدورية أو المجلة يأتي من قبيل النشاط الذي يضاف إلى فعاليات النشر والندوات والمحاضرات، بمعنى أن الأمر ليس حرصاً على إيجاد صوت تفاعلي لنشر الثقافة والإبداع. أمر آخر ومهم وهو تلك الدوريات تصدر وتوزع داخل مقرات الأندية بمعنى لا توزع في المكتبات ومراكز بيع الكتب، وهذا يجعل وجودها وعدمه سواء، ولكن هل نحتاج إلى عدد كبير من تلك الدوريات الأدبية، ولنتساءل هل قدمت شيئاً للأدب في المملكة العربية السعودية؟، قبل أن نجيب على هذا السؤال، يجب أن ننسى جدلية أمر الصحافة الورقية، وأن كثيراً من الصحف والمجلات توقفت بعد التوجه للنشر الرقمي، بالمقابل النشر الورقي للكتب هو المفضل من قبل الكتاب والقراء، وخير مثال الإقبال الشديد على شراء الكتب في مواسم معارض الكتاب، إذن لا مجال للشك بأهمية وجود المطبوعة الورقية، ووجود مجلة تصدر تحت إشراف أحد الأندية أو الوزارة يشرف عليها بعض المحررين ممن لديهم حبرة التحرير الصحفي الثقافي، وتدعم مالياً بحيث تكون طباعتها متميزة، والأهم أن توزع مع الصحف والمجلات. والملفت للنظر وأجد أنه جيد أن المجلتين الصادرتين في المملكة وأعني «المجلة العربية» و»الفيصل» ذاتا توجه ثقافي عربي، وكما أعلم أن المجلة العربية تحرص على عدم التماس مع إصدارات الأندية الأدبية الدورية بنشر الدراسات النقدية التطبيقية، وهذا يؤكد على أهمية وجود مجلات أدبية متخصصة، وأنا هنا يجب أن أذكر مجلة «الجوبة» وهي تقدم جهداً مشكوراً لخدمة الأدب في المملكة من خلال نشر الدراسات والحوارات مع المبدعين، ولكن أعتقد أن المشهد الثقافي السعودي يحتاج لتفعيل الدوريات الجيدة الصادرة عن بعض الأندية وإصدار أكثر من دورية أو مجلة أدبية لتخدم الثقافة، وليتعرف القراء والأدباء على النتاج الإبداعي، وحقيقة دائماً نفاجأ بصدور مجموعات قصصية وشعرية وروايات لكتاب وكاتبات لم نقرأ لهم من قبل، لذا المجلة -كما أعتقد- هي جواز السفر للبدء برحلة الإبداع.