إذا شعرت بالبرودة في مهرجان الجنادرية، فما عليك سوى التوجه صوب جناح منطقة الحدود الشمالية، فهناك سيقابلك صفان من الرجال يطربون سمعك ب"هلا هلابه يا هلا.. لا يا حليفي يا ولد". النشاط والحيوية في فن "الدحة" تعيد لك الدفء وتشعرك بالخفة والمرونة، حيث إن هذا اللون يؤدى جماعيا، ويشكل مؤدوه صفين متقابلين وبنفس الشاعر بوسط احد هذين الصفين، لينشد قصديته المغناة والتي تشبه في اللحن لون الهجيني وأثناء تأدية الشاعر لقصيدته يردد الصفين بالتناوب البيت المتفق عليه سلفاً بالتدرج وغالباً هو البيت التالي: "هلا هلا به يا هلا ..لا يا حليفي يا ولد". ويتميز إيقاع "الدحة" في التصفيق الذي يكون في أخر القصيدة، وكذلك التميز في الحماس في الأداء الحركي والذي يتطلب للمشارك فيه ان يوفق بين أدائه الحركي والتنفسي حتى يتمكن من مجاراة باقي المشاركين. وتعكس رقصات وأهازيج منطقة الحدود الشمالية صورة جميلة عنها، فلكل مناسبة أغنية، وخاصةً مع ألحان الربابة ذات الوتر الواحد والموسيقى الشجية. وللعرضة في الحدود الشمالية دور كبير في إحياء المناسبات بقصائدها المغناة في الأعراس والترحيب بالزوار، إلى جانب رقصة الشباب المعروفة برقصة السامري، أما الأغاني التي يشتهر بها أهل المنطقة فهي الهجيني والحداء بألحانه الخاصة بأهل الخيل أثناء هذبها. وتزخر الحدود الشمالية بمعالمها الأثرية والتاريخية ومتنزهاتها الطبيعية ومراعيها الجميلة، فقد منحها موقعها الحدودي كبوابة للجزيرة العربية أهمية تاريخية وجغرافية محورية، فضلا عن تميزها بممارسة هواية الصيد. ويستمتع الزائر لجناح الحدود الشمالية في الجنادرية، ببيت الضيافة وهو بيت الشعر المنصوب على خمسة أعمدة، والذي أصبح ميزة للمنطقة، وما يقدم فيه من كرم وضيافة تعبر عن عادات أهل المنطقة، حيث وجود المشروبات الساخنة التي تشتهر فيها الحدود الشمالية. ويضم الجناح كذلك عرضا لطيور الحبارى التي تشتهر بها المنطقة وطيور القطا والقمري البري، فضلا عن عرض لأبرز النباتات التي تتميز بها طبيعة الحدود الشمالية مثل:" القيصوم" و"الشيح" و"البعيثران" وغيرها. ولا ينس الزائر للجناح تذوق أكلة "الجمرية" وهي تعد من دقيق القمح وتوضع على بقايا الجمر، وكذلك "المرقوق" و"الجريش" التي تعد أمام الزائر، واقتناء "السمن البري" الذي يعتبر من أجود أنواع السمن. وتشارك محافظة طريف في جناح الحدود الشمالية بعرض متحف للمقتنيات القديمة كطناجر الضغط القدمية والسراج الأرضي الذي كان تستدل به الطائرات قديما لمطار طريف، وبعض المقتنيات التراثية القديمة التي تعود إلى ما قبل 100 عام، وقدور الطبخ القديمة، والعملات القدمية. كما يمكن للزائر الاستمتاع بمشاهدة الصقور الحية والتقاط الصور معها، حيث جهزت إدارة الجناح 12 طيرا لأنواع مختلفة من الطيور كالحر والمثلوث والوافي والكامل والشاهين بنوعيه الجبلي والبحري، وتشارك في الجناح عدد من الجهات مثل شركة أرامكو السعودية، وشركة معادن، وجامعة الحدود الشمالية، وبقة محافظات المنطقة.