حاسة السمع هي إحدى أهم الحواس الخمس المعروفة. والسمع هو القدرة على الإحساس بالاهتزازات من خلال طبلة الأذن والتي تنتهي بمركز السمع في المخ. ويمثل العامل الديموغرافي أحد الأسباب التي أدت وتؤدي, إلى زيادة مشكلات فقد السمع, فقد تزايد أعداد الأشخاص الذين يعيشون حياة أطول, وبالتالي فإنهم يعانون مشكلات أكثر ومن ضمنها مشكلات السمع. ويقول الباحث جاي روبنشتاين من قسم الأنف والأذن والحنجرة بجامعة أيوا بالولايات المتحدة: "إن هناك جينات وراثية تجعلنا عرضة لفقدان السمع, إلا أن العمل الذي يظهر فيه تأثيرها يختلف من شخص لآخر, لكن الجينات التي تبرمج عملية ضعف السمع في سن الخامسة عشرة أقل شيوعاً بكثير من تلك التي تبرمج فقدانه في سن الثمانين". ولا يمكن إلقاء اللوم على الجينات الوراثية فقط, بل هناك عوامل أخرى تؤثر على قوة السمع مثل الالتهابات المتكررة, الأورام, إصابات الرأس, الحالات المرضية المزمنة, الأدوية, تراكم الشمع أو الصملاخ. ومع ذلك فإن المتهم الحقيقي في عالمنا المعاصر هو الضجيج أو الضوضاء المستمرة التي تؤدي إلى تلف السمع عند استمرارها. لقد أصبحت الضوضاء تقتحم حياتنا بشكل لا يصدق, مما يؤدي أحياناً إلى مشكلات في السمع, وربما إلى فقده نهائياً. ومن أجل الاحتفاظ بقوة سمعك يوصي الأطباء بفحص السمع بشكل دوري. ويقول أحد الأساتذة في تخصص الأنف والأذن والحنجرة بأن الناس اعتادوا فحص أسنانهم وعيونهم دورياً, لكن معظم الناس لا يفحصون آذانهم, وهذا من الأخطاء الشائعة في المجتمع. وكلما بكرت في الكشف عن ضعف سمعك, كلما سهل عليك وقف تدهور السمع لديك. ولذلك فإن إجراء فحص أساسي عند بلوغك الأربعين, وعند وصولك إلى سن الخامسة والستين سوف يجنبك تدهور قوة السمع لديك. ومن النصائح المهمة قراءة النشرات المرفقة بالأدوية الطبية والتي يمكن أن تؤثر على قوة السمع مثل الأسبرين وأدوية المعالجة الكيميائية وبعض المضادات الحيوية القوية, فإذا كنت تتناول دواء ولا حظت أي تغير في قوة السمع, فلا بد من استشارة الطبيب. ويقول العلماء المختصون إن الدماغ هو أذنك الحقيقية, ويمكن لقوة الدماغ أن تساعد على التعويض عن الأذن الضعيفة. حاول بأن تبقي عقلك نشطاً وفاعلاً, ومارس هواية القراءة واستمع إلى كل ما ينشط الذهن والحواس مثل المحاضرات وحلقات النقاش. ولا تنسى أن تشتري سدادة للأذنين إذا كان موقع عملك يتميز بالضوضاء. ولا تنسى الاهتمام بالتمارين الرياضية ونظام الحمية الغذائية فهما مفتاح للصحة الجيدة. وخفف من المكالمات بالهاتف الجوال وخاصة من خلال الأذن اليمنى. إن سلامة جسمك والاحتفاظ بقوة سمعك يعتمد بشكل أساسي على سلامة عقلك, فكلما كان عقلك واعياً وقوياً وجسمك متمتعاً بالصحة كلما كان سمعك وبصرك وكافة حواسك في تقدم مستمر. فهل نستمع إلى حديث العقل ونفحص قوة السمع لدينا بشكل دوري.. إن ذلك سوف يجعلنا أفضل في تعاملنا مع العالم المحيط بنا لنعيش في سعادة وتواصل جيد مع الآخرين.