كشفت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، عن اظهار بقايا فيل عمرة تجاوز 600 ألف سنة في منطقة تيما في طعس "الغضاء" بحائل وتم الحصول على 80% من اجزائه، وتم خلال الأسبوعين الماضيين اكتشاف ناب طوله مترين وربع لذات الفيل، ومتوقعين ان طول الفيل المكتشف من وحدة الاحافير 4.5 متر ويزن بين 4-5 طن. وذكر زهير نواب معالي رئيس هيئة المساحة الجيولوجية ل "الرياض"، أن دور المساحات الجيولوجية في المملكة تصل إلى 2 مليون كيلو متر مربع، حيث تعمل الهيئة على التنقيب في هذه المساحات، فيما تمكن فريق وحدة الاحافير قبل 5 سنوات في مكةالمكرمة على بقايا حيوان السعدان (فصيلة من القرود) ويصل عمره إلى 3 ملايين سنة محفوظ داخل طبقات. وأكد خلال تدشين فعاليات معرض "عالم الجيولوجيا وكنوزها 3" مساء أول من أمس (الإثنين) في معرض الراشد بالخبر، والذي يستمر خمسة ايام، أن هيئات المساحة الجيولوجية تعمل على تثقيف المجتمع فيما يخصّ علم الأرض، مشيرا بأن دورهم يتلخّص بدءً من المسح الجيولوجي، والتنقيب عن المعادن، ثم إعداد وتنفيذ الخرائط والدراسات الجيولوجية وتنمية الموارد المعدنية، حتى الاستثمار في التعدين. وأوضح أن هيئة المساحة الجيولوجية في سعيٍ مستمرّ لإبرام تعاقدات عديدة مع وكالات وشركات عالمية بشأن ما تقوم باكتشافه من أحافير وآثار يصل أعمار البعض منها إلى أكثر من 600 ألف سنة، وذلك في مناطق ومدن ومختلف المحافظات، مؤكدا أن هناك 6 مكتشفات أثرية تساعد وتدعم التعدين في المملكة، وهي الفوسفات والنحاس والحديد والألمونيوم والذهب والفضّة والزنك. وأضاف د. زهير، أنه بعد أي اكتشاف يتم إرساله إلى البيوت العلمية في الولاياتالمتحدة، وهم الذين يقدّرون عمره، وذكر أن بعض الاكتشافات تعتبر حلقة مفقودة في التسلسل العلمي لنفس الفصيلة المكتشفة من الحيوانات، ليصبح جزءً من الكتب العلمية والمناهج، كذلك يتم نشر هذا البحث في المجلات الشهيرة، إذ يعتبر إنجازاً علمياً للهيئة. وأضاف د. زهير، إلى أن الهيئة في منطقة حائل اكتشفت خلال السنوات القليلة الماضية بقايا حيوانات عملاقة مثلا الفيل والحصان، أيضاً وقبل شهر تم اكتشاف ناب فيل طوله مترين و28 سم، واتضح أنه عملاق، وتم نقله إلى المتحف في الهيئة للاستفادة منه، من أجل عرضه على المواطنين والمقيمين، وذكر أن الناب يقدّر عمره 600 ألف عام، والفيل من النوع النباتي يأكل في اليوم الواحد 80 كيلو جرام من النباتات وكشف عن 80% من اجزائه، وهو لا يعيش في معزل، بل مجاميع وعوائل، وأن هذه المنطقة "صحراء النفود في حائل" كانت بحيرات وغابات، وجاء التصحّر واندثرت. ولفت د. زهير، إلى أن دورهم أيضاً يكون اكتشاف الأحجار الكريمة والمعادن المختلفة الفلزيّة اللا فلزيّة، موضحا أن الدولة تنظر إلى أن يكون التعدين هو الرافد الثالث في اقتصاد المملكة بعد البترول ثم البتروكيماويات. وقال: "نحن نسير في هذا الاتجاه الصحيح، ولدينا معادن في المملكة نعرفها، وأن الدولة لا تقدّر الكميات التي تقوم باكتشافها بل هي دراسات تخصّصية تقوم بها الشركات، ونحن نوضّح عن أماكن تواجد الأماكن فقط". ونوّه د. زهير، عن وجود داعم رئيسي للأعمال الجيولوجية للدراسات وهي الخرائط الحقلية، إذ نحتاج للاستشعار فيها، وفي حديثه عن تقنين ظهور الخبراء في مواقع التواصل الاجتماعي للحديث عن القطاع الجيولوجي، أفصح أنه لا يمكن تقنين حديث الخبراء عن الأمور الجيولوجية كونهم خبراء ولديهم علم، وفي حديثه عما إذا كان هناك توجّه لإجراء اتفاقيات مع الوكالات العالمية مثل "ناسا"، بين أن هناك اتفاقيات مع الجهات العلمية الجيولوجية في العالم، موضحاً أن هناك أبحاث مهمّة في معالجة المعادن واستخلاصه، ويعرقل انتشارها عدم وجود الثقافة في البلد. من جهته أكد طارق أبا الخيل المتحدث الرسمي للهيئة، أن هذه الفعاليات ضمن سلسلة من النشاطات التي قررت الهيئة تنظيمها في جميع أنحاء المملكة خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أن المعرض يعكس أهم أعمال الهيئة ومهامها الفنية وإنجازاتها من خلال عدة أجنحة ومنها جناح الأحافير الذي يعرض أهم الاكتشافات التي تم الوصول إليها في منطقة النفوذ الكبير، حيث تم اكتشاف أحافير وثدييات برية يصل عمرها ما بين 600 ألف ومليون عام مضت، يمكن للزائرين الاطلاع عليها مباشرة، كما يقوم جناح الجيولوجيا التطبيقية بفحص مجاني على نسبة الإشعاع في حجر الجرانيت من خلال أجهزة متطورة. وأضاف بأن الفعاليات تضم عرضا مرئيًا عن النشاط الزلزالي والبركاني في المملكة، وتوزيع محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي وكيفية تسجيل الهزات الأرضية، كما تضمن العرض توزيع الحرات البركانية في منطقة الدرع العربي، مع مشاهدة الحرة البركانية على الطبيعة من خلال مجسم بركاني يوضح الشكل الحقيقي لأهم الفوهات البركانية بالمملكة. وبيّن أن الفعاليات تقدم خدمة الفحص المجاني للمجوهرات والمقتنيات الثمينة للزوار والكشف عن جودتها ونقائها، إضافة إلى تزويدهم بمعلومات عن المراحل الجيولوجية للأحجار الكريمة والمجوهرات، مشيراً إلى أن الفعاليات تضم بين أركانها جناح المعادن الفلزية واللافلزية الذي يعرض العديد من المعادن المتنوعة ويقوم بتقديم شرح عن المعادن وتزويد الزوار بنشرات تعريفية يمكن الاستفادة منها، بالإضافة إلى جناح السيلكا الذي يعرض (رمال السيلكا والكوارتز وكذلك السيلكون برسبتيتد سيلكا والصوديوم سايكيت ) وكيفية استخداماتها ومنتوجاتها، والاطلاع على هذه المعادن عبر الميكروسكوب للتعرف على العناصر التي تحتوي عليها، وكذلك جناح الاستشعار عن بعد الذي يوضح كيفية إصدار الخرائط الجيولوجية عن طريق الأقمار الصناعية. ولفت المتحدث الرسمي للهيئة، النظر إلى أن قسم الكهوف شارك بطريقته الطبيعية التي يعيشها الجيولوجي في الصحراء ليعيش الزائر لحظة بلحظة تلك الأجواء التي يمر بها الجيولوجي في الصحراء بين الكهوف والدحول، بالإضافة إلى تعرفهم على الأدوات التي يستخدمها في تنقلاته، كما يقدم قسم دراسات الكهوف شرحاً من خلال نشرات تعريفية حيث يهتم قسم دراسة الكهوف بالأبحاث الجيولوجية المتكاملة التي تعتمد على تحديد الوضع الطبقي للمتكونات والحرات البركانية التي تتواجد بها الكهوف والمغارات والدحول الطبيعية المنشأ وتحديد الوحدات الصخرية الحاوية لها مع دراسة وضعها الجيولوجي، وإسقاطها على الخرائط الجيولوجية والطبوغرافية، ودراسة أخطارها الجيولوجية على الإنسان والممتلكات.